اكتشاف ترسانة عسكرية روسية تعود للقرن السادس عشر

اكتشف علماء الآثار من معهد تابع للأكاديمية الروسية للعلوم، ترسانة أسلحة روسية تعود للقرن السادس عشر، وتضم الترسانة خوذات وأسلحة مميزة مخصصة للجنود من النخبة فى بلدة زفينيغورود غرب موسكو.

وعثر العلماء على الخوذات في صناديق من الجلد بالإضافة إلى السيوف والأحزمة والسهام المعدة للاستخدام من قبل مجموعة قوية من الجنود الروس تم اختيارهم على يد القيصر الروسي "إيفان فاسيليفيتش"، وكان إيفان الأمير الكبير في موسكو في الفترة من 1533-1547 وقيصر كل روسيا في الفترة من 1547 حتى وفاته في عام 1584.

وشهدت فترة حكم إيفان الطويلة الاستيلاء على مناطق مثل استراخان في بحر قزوين وسيبيريا، حيث تحولت روسيا إلى امبراطورية تغطي أكثر من مليار فدان (1.562.500 ميل مربع).

واكتشف العلماء في الموقع رفات نحو 60 مبنى خشبيًا، ومن المثير للاهتمام اكتشاف غرفة مبطنة بالأخشاب تحتوي على أسلحة، والتي اكتشفت في الطابق السفلي من قصر تملكه عائلة أرستقراطية مشهورة تسمى "Dobrynins" والتي عاشت في قرية Ignatievskoe.

ونُسيت الغرفة بعد الحريق الذي حدث في القرن السابع عشر ، ما يعنى أن الأسلحة لم تستخدم مطلقا وأنها في حالة جيدة، وكان أحد أعضاء عائلة  "Dobrynins" من الجنود الذين اختارهم القيصر إيفان وقاد الجيش الذي تشكّل في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1550، ويعتقد أن الغرفة كانت ترسانة خاصة وتضم مخبأ للأسلحة مخصصًا لحملة عسكرية، ولعل ذلك يفسر وجود الأسلحة في صناديق جنبًا إلى جنب مع الخيام، وتشمل المكتشفات الأخرى خوذات في أكياس جلدية وسيوف وأحزمة للقتال.

ويسلط الاكتشاف الضوء على دور جنود النخبة الأثرياء لأنهم اضطروا إلى دفع الأموال لجعل قوات الجيش النظامي جاهزة في أي وقت في إطار مسؤوليتهم باعتبارهم من الطبقة الأرستقراطية، وكان لدى كل منهم ترسانته الخاصة استعدادًا للذهاب إلى الحرب.

وذكرت الدكتورة آسيا إنجوفاتوفا نائب مدير معهد الآثار التابع للأكاديمية الروسية للعلوم " لم نصادف مثل هذه الاكتشافات في منطقة موسكو أو المدن أو القرى الصغيرة من قبل، وإن لم يتم اكتشاف هذه الآثار كان سيتم تدميرها أثناء بناء Central Circular Highway ".

وتعد الخوذات المحفوظة جيدًا من المكتشفات الثمينة، وأضافت الدكتورة إنجوفاتوفا " إنها خوذات دائرية مزينة بالذهب والفضة للفرسان الروس"، وأشار المختص العلمي المسؤول عن الحفر أليكسي أليكسييف إلى أنه رغم وجود الكثيرمن أشكال الخوذات في المتاحف في روسيا إلا أن شكل الخوذات التي عثر عليها في زفينيغورود تعد فريدة من نوعها، وذلك لأنها وجدت في صناديق تخزين جلدية مع نسيج داخلي فضلًا عن قطع لتزيين الأذن، مضيفًا " يمكننا الآن فهم كيفية تجهيزات النبلاء للحملات العسكرية حيث كان الجميع لديه ترسانة عسكرية في الطابق السفلي، وبفضل هذه الحفريات المكتشفة يمكننا رؤية الحياة العسكرية للنبلاء الروس لأول مرة والتي كانت الأساس للجيش الروسي".