افتتح الفنان التشكيلي الجزائري، سمير كزاس، الأسبوع الماضي، معرضًا مميّزًا في رواقه الخاص في منطقة سعيد حمدين، وخصّص هذا المعرض إلى المرأة الجزائرية، بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لها في 8 مارس/آذار المقبل، وذلك تحت عنوان "المرأة في عالم الفن"، عرض فيه من 10 لوحات مميزة.
وأكّد سمير كزاس في مقابلة خاصّة مع "العرب اليوم" أن هذا المعرض نظّمه خصيصًا للمرأة الجزائرية بمناسبة الاحتفال بيومها العالمي، وعاد الفنان التشكيلي في لوحاته إلى المرأة عبر مختلف العصور  القديمة، واسترجع ذكرياتها مع " الحايك " وهو لباس تقليدي عبارة عن قطعة قماش بيضاء اللون ترتديها المرأة الجزائرية عند خروجها من المنزل تستر به كافة جسمها، وحاول الفنان الغوص في لوحاته في زمان بعيد للكشف عن مواطن الجمال في لبس المراة التقليدية.

وبّرر الفنان التشكيلي الموهوب أسباب تجسيده للمرأة التقليدية في لوحاته، مبيّنًا أنه وبالرغم من التطوّر الذي أحرزته المرأة الجزائرية والتحديات التي رفعتها، إلا أن شخصياتها تبقى دائما تقليدية محافظة على مبادئها، وحاول كزاس وصف المرأة على أنها تاج للوقار وهي الأم والشقيقة فهي " الكون كله "، ووصفها كما قال الشاعر والكاتب والممثل الانجيليزي شكسبير "إننا دائماً بانتظار المرأة التي تحمل لنا الحب والسعادة"، وهي في موقع القلب من الجسد، وهي نبض العواطف في حياتنا، المرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة والجدة، إنها الأم التي تعد أطفالها للحياة وتسهر من أجل راحتهم وتتعب لتأمين مصادر الغذاء والراحة والسعادة لهم، والمرأة هي الزوجة التي توفر العش السعيد لزوجها وتدفعه من أجل المستقبل الأفضل، والمرأة هي الأخت التي تساعد في إشاعة الحب والتآلف الاجتماعي في الأسرة، المرأة، هي الابنة التي تنشر في البيت جو الطاعة والحب والحنان ".

وأشار كزاس، إلى أنه وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة تقرّر تنظيم معرض خاص بالصناعات لتقليدية التي تبدع النساء الجزائريات في صنعها، ويعتبر الفنان الجزائري الذي اقتحم عالم الرسم وعمره لا يتجاوز 9 أعوام، وحاز على أول جائزة في مجال الرسم وعمره لم يتجاوز 10 سنوات، تلميذًا للأستاذ لخضاري، وأكّد كزاس أنه يمارس هوايات أخرى غير الرسم على اللوحات الفنية بالألوان الزيتية والفن التجريدي، كاسترجاع النفايات المنزلية سواء الحديدية أو المصنوعة من الخشب وإعادة استخدامها لتشكيل تحف فنية رائعة تستعمل في أغلب الأحيان في "ديكور" المنازل.

وأوضح كزاس أنه من عشاق التراث الجزائري، فأغلب المواضيع التي يجسدها في لوحاته هي مستوحاة من التراث مثلا كـ "جزائرزمان" و " الحايك "، فالتراث يلعب دورًا كبيرًا في قولبة وتكريس نموذج الفنان، ويستعمل الفنان التشكيلي في لوحاته أبرز الألوان ألأساسية، كالأحمر والأصفر والأزرق.