أثينا - سلوى عمر
إن وجود آثر لآثار أقدام حفرية تم اكتشافها في جزيرة كريت في اليونان، تعود لنحو 5.7 مليون عام، يمكن أن يقلب النظريات المقبولة حول التطور البشري المبكر على نطاق واسع، وهي أثار أقدام جديدة تشبه أقدام الإنسان بشكل واضح، وأصبع القدم الكبير مماثل للإنسان الحالي، حيث أن أخمص القدم لم يتم العثور عليه في القرود، لكن الباحثين يقولون إن آثار الأقدام التي عثر عليها في الجزيرة اليونانية قد طبعت خلال فترة كان يُعتقد فيها أن أسلاف البشر في وقت مبكر لا يزالون يعيشون في أفريقيا, عندما كان لا يزال لديهم أقدام تشبه القرود.
ويقول البروفيسور بير أهلبرغ في جامعة أوبسالا، أحد الباحثين في الدراسة الجديدة: "إن ما يجعل هذا الأمر مثير للجدل هو عصر وموقع آثار الأقدام"، وقد توصلت الدراسات التي أجريت في العقود الأخيرة إلى استنتاج أن جميع الأجداد في العصر الحجري الذين تزيد أعمارهم على 1.8 مليون عام عاشوا وتطوروا في أفريقيا، إلا إن آثار الأقدام الحفرية الجديدة ليست هي أقدم الأدلة البشرية التي يمكن العثور عليها، لكنها يمكن أن تكون هي الفاصل في الجدول الزمني للتطور، ويعتقد أن أسلاف الإنسان في ملايين الأعوام القليلة الماضية تناسلوا مباشرة من جنس يعرف باسم "أرديبيثكوس".
ولقد تم العثور على مجموعة كاملة من أثار أقدام "أرديبيثيكوس" الحفرية البالغة من العمر 4.4 مليون عام، في إثيوبيا بقدم يشبه قدم القرد، كان يعتقد أن القدم الذي يشبه الإنسان لم تتطور بحلول ذلك الوقت، كما دعمت العديد من الاكتشافات الحفرية الأخرى في جنوب وشرق أفريقيا الفكرة القائلة بأن تطور الثنائيات البشرية حدث في القارة، بما في ذلك آثار وجدت في موقع "ليتولي" البالغة من العمر 3.7 مليون عام في تنزانيا، والتي تقدم أدلة على أقدام تشبه الإنسان وذات حركة مستقيمة، ومع ذلك، ووفقًا للدراسة الجديدة، فإن آثار الأقدام الجديدة المكتشفة هي أقدام تشبه قدم الإنسان بشكل لا بأس فيه.
ويؤكد الباحثون في الدراسة، التي نشرت في مجلة وقائع رابطة الجيولوجيين: "إن تفسير هذه الآثار قد يكون مثيرًا للجدل, حيث تم العثور على أثار الأقدام تلك في نوع من الصخور الرسوبية التي تشكلت عندما جف البحر المتوسط لفترة وجيزة، قبل 5.6 مليون عام، وبناءًا على هذه المعرفة، إلى جانب أساليب التأريخ على أساس الحفريات البحرية الصغيرة، تشير إلى أن أثار الأقدام تلك ترجع لنحو 5.7 مليون عام، ويشير إلى أن الإنسان الذي تركها كان أكثر بدائية من ذلك الذي عثر عليه في موقع "الليتولي", فالقدم أقصر نسبيًا، على الرغم من أنه يتشاركان نفس الشكل العام."
في حين طبُعت أثار الأقدام المكتشفة على جزيرة كريت على الشاطئ الرملي للبحر الأبيض المتوسط، طبُعت أثار الأقدام المكتشفة في موقع "ليتولي" في الرماد البركاني، ويقول الباحثون الآن أنه خلال هذا الوقت، حتى قبل العصر الحديث انفصلت كريت عن البر الرئيسي اليوناني أو الصحراء، كان الإنسان الأولي في وقت مبكر يعيش في جنوب شرق أوروبا وأفريقيا.
وأوضح بير أهلبرغ: "هذا الاكتشاف يتحدى السرد الثابت للتطور البشري المبكر، ومن المرجح أن يتولد عنه الكثير من النقاش، ما إذا كان مجتمع البحوث سوف يتقبل وجود آثار الأقدام الحفرية كأدلة قاطعة على وجود إنسان على جزيرة كريت بعين الحسبان."