روما - ليليان ضاهر
لم يقم أنتوني غاودي بتصميم برشلونة، رغم أنه يبدو على ذلك النحو في تلك الأيام، فعملية إحياء المدينة الطويلة منذ دورة الألعاب الأولمبية عام 1992، شهدت أيضًا قيام المهندس الشهير باستعادة مباني الفن الحديث الغريبة.
وقد أنشأ المهندس أعماله اللاحقة بشكل سريالي وغير متكافئ، وحاليًا يتوجه عدد من الزوار لمباني غاودي أكثر ممن يتوجهون للشواطئ الذهبية ونوادي كرة القدم الشهيرة، والآن هناك طفرة جديدة في الأعمال، بعد أعوام من الإصلاحات، ويعتبر كازا فيسنز، أول بيت صممه غاودي، سيفتح أبوابه للجمهور للمرة الأولى في وقت لاحق هذا العام، وكان من المقرر أصلًا افتتاحه في عيد الفصح، ولكن يبدو الآن أنه ليس من المرجح أن يفتتح قبل سبتمبر.
في غضون ذلك، إليك أرقى الواجهات والتصميمات الداخلية التي صممها سيد الكاتالونية الحديثة:
- بالاو غويل
صُمم في وقت مبكر من قبل الراعي الرئيسي غاودي، وقطب المنسوجات يوسيبي غويل، وينسب ذلك المنزل الريفي الكبير الآن كواحد من أول مباني الفن الحديث في العالم، وتظهر واجهته الحديدية التقليدية المهارة الفنية للمهندس الشاب، فضلًا عن القبة المكافئة فوق القاعة الرئيسية، وتأتي مثقبة للسماح بدخول أشعة الشمس والقمر، مثل غرفة عرش السلطان التي تكشف التأثيرات المغاربية.
أما السطح، تجد أن غاودي اتحد مع الطبيعة، مع مستنقع من المداخن التي تبدو وكأنها نمت خارج أفق برشلونة، مثل الفطر أو مخلوقات أعماق البحر، وكلها مرسومة بألوان غنية ومرصعة بشظايا السيراميك، وهي الطريقة التي أطلق عليها ترينكاديس، والتي ستصبح لمسته المميزة.
- منزل باتيو
منذ افتتاحه كمتحف في عام 2004، جذب المعرض، الذي يؤرخ لفترة متأخرة من فترة الغرابة المائية العضوية لغاودي، حشود ضخمة، حتى في الموسم المنخفض، ووصفه عشاق سلفادور دالي بأنه "بيت الأشكال البحرية"، نظرًا لواجهته التي تشبه موجة البحر الأبيض المتوسط، في حين يرتفع الداخل من قاعة الدخول مثل كهف تحت سطح البحر، في حين تأخذك الجولات حتى الدرج الذي يمكن أن يكون العمود الفقري للوحش العملاق لما قبل التاريخ، ويلتف حول بئر الضوء المركزي، لن ترى أي شيء يشبه الزاوية اليمنى حتى تصل إلى فتحات التهوئة حول السقف والعلية.
- كازا كالفيت
وكان قد طلب تاجر غزل ونسيج آخر من غاودي، تصميم مبناه ليتمكن من العيش والعمل به في الوقت نفسه، وصنعه المهندس بمنحنيات غير منتظمة وشرفات منتفخة.
واليوم، يضم مطعمًا يحمل الاسم نفسه، حيث يمكنك تناول أطباق مثل حساء المأكولات البحرية ولحم الضأن بالكاري مع الزبادي وسط العمل اليدوي لكازا كالفيت، وسوف تُعجب بالمصابيح، المصنوعة من الحديد والخشب، فضلًا عن مصعد الفن الحديث الذي يصلك إلى الطابق العلوي الذي يحتوي حتى على مقاعد جميلة.
- بارك غويل
إذ كلف يوسيبي غويل غاودي بتصميم بناء المساكن الراقية في التلال، ولكن نخبة برشلونة لم تكن حريصة جدًا لشراء الممتلكات الخاضعة لأهواء مهندس معماري غريب الأطوار، وقد صمم بارك غويل كملعب معظمه شاغرًا لأفكاره، مع نظام الري المتعرج للجسور والأروقة. وهناك منطقة السوق ذات القبو المصمم على أشكال الأسماك والأخطبوط المصنوعة من لوحات مكسورة وزجاجات، والساحة العامة التي كان يمكن أن يجلس على مقاعدها عدد كبير من الزوار، وتطل على المدينة والبحر.
- العائلة المقدسة
من المفترض افتتاح كاتدرائية مبدع غاودي والتي لم تنته بعد، في 2026، أي بعد قرن من وفاته، وقد أصبحت رائدة في جذب السياحة في برشلونة، حيث تشكل طوابير تشبه طوابير ديزني خارج شباك التذاكر لاستئجار الأدلة السمعية كل صباح، مع واجهة تماثيل القديسين، والهياكل العظمية والسلاحف الغامضة المؤدية إلى "غابة" من الأعمدة المتوهجة، مثل قوس قزح من الضوء المنبعث من نوافذ الزجاج الملون.
وقد قضى غاودي الأشهر القليلة الأخيرة من حياته في مكان العمل، مع العلم أنه لم يعش ليرى الشكل النهائي لكنيسته، فقد صدمه الترام في عام 1926 ودفن في سرداب أدناه، في حين تقدم أجيال من خبراء الحرفيين ببطء في المشروع باتباع نماذجه الأصلية وقواعده الهندسية غير التقليدية.
وقيل أن الوقت الذي استغرقته ليس بالكثير، بالنسبة للملاحظات التفصيلية أو المخططات التي تركها غاودي خلفه، وإذا تم الانتهاء من الكاتدرائية أخيرًا في الموعد المحدد سوف تكون مفتوحة للزوار على الفور.