غزة ـ محمد حبيب
أكد القياديّ في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والمتحدث الرسمي باسمها د. صلاح البردويل، أن مُطالبة عدد من قيادات فصائل "منظمة التحرير" بما فيهم حركة "فتح"، لحركته بالانفكاك
عن جماعة "الإخوان المسلمين"، "تنمّ عن جهلٍ كبير لديهم".
وشدّد البردويل، في مقابلة مع "العرب اليوم"، على أن "حركة (حماس) تعمل داخل فلسطين، وهي تنظيم فلسطينيّ لا يوجد بينه وبين جماعة (الإخوان المسلمين) في مصر أي ارتباط تنظيميّ، حتى يُطلب الانفكاك عنها، وأن أعضاء الحركة فلسطينيون، وليسوا مُسجّلين إلا في التنظيم الفلسطينيّ"، مشيرًا إلى أن "حماس" تعتزّ بانتمائها لفكر جماعة "الإخوان المسلمين"، كما يعتزّ الكثير من فصائل "منظمة التحرير" التي وجهت دعوة الانفكاك عن "الإخوان"، بالشيوعيّة والماركسيّة، مضيفًا "إذا كانوا يعتزّون بأفكار طحنت وفشلت في أفكارها، فلماذا يُعاب علينا الانتماء لأفكار لا تزال هي المرشّحة لأن تكون على قمة الفكر العالميّ" على حد قوله.
واعتبر القيادي الحمساوي، أن "الهدف من وراء هذه الدعوات، هو التغطية على ما يجري من مفاوضات عبثيّة بين السلطة الفلسطينيّة والاحتلال الصهيونيّ، باعتبار كل من تحدّث عن الارتباط هم من رُعاة ومهندسي عملية التسوية، عوضًا عن كونهم يسترضون النظام المصريّ الجديد"، فيما حذَّر في الوقت ذاته، من الانسياق وراء الدعوات التي تتهم فيها حركات المقاومة بـ"الارهاب"، مضيفًا "كل من يتهم المقاومة بالإرهاب، هو عميل للاحتلال، وسنعامله بأنه عميل للاحتلال".
ورأى الدكتور البردويل، أن "من يُراهن على كسر إرادة الشعب الفلسطينيّ واهم، وأن الفلسطينيين لن يقبلوا بالمساومة على تجويعهم أو التنازل عن ثوابتهم وحقوقهم، ولن يرفعوا الراية البيضاء، وأن الشعب الفلسطينيّ في حالة من الثبات والصمود والرضا، ويقابلها حالة من انتزاع الحقوق بأشكال المقاومة كافة"، مؤكدًا أن حركته تسعى في الاتجاهات كافة لفك الحصار المفروض على القطاع، ومنع تجويع سكان غزة.
وحمّل المتحدث الرسمي باسم "حماس"، الاحتلال الإسرائيليّ المسؤولية الأولى عن حصار الشعب الفلسطينيّ، داعيًا السلطات المصرية إلى التخفيف من معاناة الشعب الفلسطينيّ، وأن يكونوا جزءًا من حل مشكلة الحصار، في حين استبعد تورّط النظام المصريّ بإدراج "حماس" بأنها حركة "إرهابية"، مشددًا على أن القيام بذلك يعني أنها "ترتكب أخطاءً عدة، سياسيّة وأخلاقيّة، ليست في حاجة إليها، وأن حركته أكبر من أن تُعزل، وهي موجودة في نفس كل عربي ومسلم، وهي كبيرة بمقاومتها وشعبها ودفاعها عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، واعتبارها إرهابيّة تفكير وتوجّه ساذج".
وفي ما يتعلق بملف المصالحة، أكد البردويل، أن "حماس" تقبل بكل ما يدلل على صدقها وعلى رغبتها في المصالحة. وأنها جاهزة للمصالحة بكل ما تم الاتفاق عليه في المراحل كافة، وأن المصالحة أمامها معيقات كثيرة، موجهًا رسالته إلى "فتح"، "إن (حماس) جاهزة للاتفاق على حكومة وموعد انتخابات، وأن اعتبار 2014 عام المُصالحة هو قرار من حركته".
وشدّد البردويل، على أن "حماس" هي التي لطالما دعت الرئيس الفلسطينيّ محمود عباس إلى تشكيل حكومة وحدة، وكذلك دعاه رئيس الوزراء إسماعيل هنية مباشرةً، في إشارة منه إلى الدعوة التي وجّهها هنية إلى عباس، لتشكيل حكومة وحدة في خطاب ألقاه، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مضيفًا أن "حماس" ترى أن "المفاوضات عبثية وستقود إلى تصفية القضية، وتدعو إلى التخلي عنها وعن التنسيق الأمنيّ والعودة إلى أحضان الشعب الفلسطينيّ، وتطبيق اتفاقات المصالحة، بما في ذلك الاتفاق على برنامج وطنيّ شامل تتفق عليه القوى والفصائل".