نقيب الصحافيين الفلسطينيين في غزة ياسر أبو هين
وأشار أبو هين في مقابلة خاصة مع"العرب اليوم" إلى أنّ العمل الصحافي يحتاج إلى مناخ ملائم وبيئة سياسية واجتماعية مناسبة للعمل، مشيدا بجهود الصحافيين الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة واصفاً إياهم بعيون الحقيقة في نقل صورة الواقع الفلسطيني بمشاهده الأليمة.
وأكد أنهم كانوا دوماً هدفاً لطائرات الاحتلال لمنعهم من تأدية دورهم المهني وواجبهم الوطني، فكانت أرواحهم ثمناً وضريبة للانتماء لهذه القضية العادلة.
وأوضح نقيب الصحافيين الفلسطينيين في غزة أن الإعلاميين الفلسطينيين قد شكلوا درعاً حامياً للحقوق والثوابت الفلسطينية عبر مراحل الصراع الممتد مع الاحتلال، مشيرًا إلى أهم الصعوبات والعراقيل التي واجهت الوزارة خلال الست سنوات، معتبرا أن الإعلام الفلسطيني أثبت حضوره في ساحة المقاومة وأزاح وهم عمود الغيمة خلال تغطيته العدوان الإسرائيلي، وقال: "إننا اليوم أمام مرحلة جديدة، ففي الوقت الذي كانت فيه المقاومة تخوض معركة حجارة السجيل، كان الصحافيون يخوضون أقلام السجيل التي دعمت ووقف بجوار المقاومة والتحمت معها وسجلت نصراً تاريخياً".
وأوضح أبو هين أن الحركة الإعلامية الفلسطينية تتعرض لأقوى هجمة في تاريخها بغية النيل من الصحفيين الفلسطينيين وعزيمتهم، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وبين أن الاحتلال مارس أبشع الجرائم بحق الصحافيين ومؤسساتهم، محاولاً من خلال ذلك إرهابهم وثنيهم عن أداء واجبهم المهني ودورهم الوطني في تغطية وقائع العدوان الإسرائيلي على القطاع، وأكد أن فرسان الكلمة والصورة أبوا إلا المضي في أداء واجبهم غير آبهين بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين إصرارهم وعزمهم الدائم على فضح جرائم الاحتلال التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ في بيوتهم.
وطالب أبو هين الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب ومنظمة مراسلون بلا حدود وكل المنظمات الدولية المعنية بحماية الصحافيين والدفاع عنهم.
ودعا لمباشرة رفع الدعاوى القضائية على جيش الاحتلال الإسرائيلي وقادته لمحاسبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الصحافيين ومكاتبهم خلال عدوانه على قطاع غزة.
كما دعا الاتحادات الدولية المعنية إلى إرسال وفود إلى قطاع غزة للإطلاع على حجم الجريمة التي تعرض لها الصحافيون، وللوقوف عن كثب على الأضرار البالغة التي لحقت بمكاتب وسائل الإعلام المحلية والدولية جراء القصف والاستهداف الإسرائيلي.
وطالب نقيب الصحافيين الفلسطينيين في غزة ، كل الجهات والمؤسسات المختصة في العالم العربي والإسلامي بضرورة تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للصحافيين في القطاع، لاسيما أن العدوان الإسرائيلي أظهر حاجتهم الملحة إلى معدات ومستلزمات التغطية خلال أوقات الأزمات والحروب، فضلاً عن حاجة الكثير منهم لدورات تأهيل في هذا الجانب.
وفي موضوع آخر بارك أبو هين للصحافيين في الاتحاد العام للصحافيين العرب إجراء انتخاباتهم بعد انعقاد المؤتمر العام الـ12 للاتحاد في العاصمة المصرية القاهرة خلال اليومين الأخيرين، داعيا الاتحاد لتوحيد الجسم الصحافي الفلسطيني، معتبرا ان نتائج الانتخابات التي أفرزت فوز الإعلامي الكويتي أحمد يوسف البهبهاني رئيس جمعية الصحافيين بالكويت بمنصب رئيس الاتحاد، وفوز الإعلامي المصري حاتم زكريا بالأمانة العامة للاتحاد انطلاقة جديدة للاتحاد.
وأعتبر أن هذه النتائج ستكون مظلة إعلامية نقابية عربية للدفاع عن حقوق الصحافيين في المنطقة العربية خصوصا فلسطين التي يقع صحافيوها تحت حراب الاحتلال ويتعرضون بشكل دائم للاعتداءات والملاحقات، والتي كان آخر فصولها قتل ثلاثة منهم واصابة العشرات وتدمير عدد من المؤسسات الاعلامية خلال الحرب الاخيرة على غزة.
وأعرب أبو هين عن تطلعه ومعه كافة الصحافيين الفلسطينيين لدور كبير يقوم به الاتحاد خلال دورته الجديدة في قضايا ذات أهمية لصحافيي فلسطين على رأسها حمايتهم من آلة البطش الإسرائيلية وملاحقة قتلة الصحافيين، وضمان محاكمتهم وكشف جرائمهم أمام العالم والاتحادات الدولية ذات العلاقة.
وأكد أن الصحافيين الفلسطينيين ينظرون لاستكمال الإدارة الجديدة للاتحاد، الجهود التي بدأتها إدارته وأمانته العامة في الدورة المنتهية للعمل على توحيد الجسم الصحافي الفلسطيني عبر حوار معمق ينهي حال الخلاف الموجودة منذ سنوات طويلة، بما يعود بالإيجاب على المجموع الصحافي الفلسطيني.
وشدد على أن ما يجري في المنطقة العربية من حال حراك يضاعف مهمة اتحاد الصحافيين العرب في نصرة قضايا الإعلاميين وتعزيز حالة الحريات وتطوير الإمكانيات والقدرات الإعلامية العربية بما يواكب حجم التحديات التي يواجهها الإعلام العربي.