الناشطة الحقوقية التونسية راضية النصراوي
تونس ـ أزهار الجربوعي
قالت الناشطة الحقوقية و رئيس الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب راضية النصراوي، أنها تهدي جائزة "أولف بالم"التي تحصلت عليها حديثًا، إلى جميع ضحايا التعذيب في تونس. وكانت مؤسسة "أولف بالم" السويدية قد أعلنت أنها ستمنح جائزة حقوق الإنسان لهذا العام إلى
المحامية راضية النصراوي اعترافًا منها بالجهود التي بذلتها في مجال حقوق الإنسان طيلة أكثر من عشرين عامًا خاصة في مجال مكافحة التعذيب والتصدي للانتهاكات في هذا الخصوص.
وتجدر الإشارة إلى أن راضية النصراوي هي ناشطة تونسية في مجال مناهضة التعذيب عرفت بدفاعها عن عديد المساجين السياسيين منذ عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وزمن حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وترأست أثناء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي قائمة حزب العمال الشيوعي التونسي "البديل الثوري" في دائرة تونس 2 إلَّا أنها لم تتحصل إلَّا على 1.25% من الأصوات.
وكان زعيم حزب العمال التونسي والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، حمة الهمامي، قد صرح في رده على حليمة المعالج رئيسة لجان حماية الثورة التي قالت " أن من المفروض أن يكون اسمه "حمة النصراوي" بدلاً من الهمامي في إشارة إلى زوجته الناشطة الحقوقية راضية النصراوي، قائلاً "إنه لشرف لي أن يقترن اسمي براضية النصراوي سيّدة النساء".
ورحبت راضية النصراوي بجائزة "أولف بالم" معتبرة أنها تمثل حافزًا معنويًا كبيرًا لها، على اعتبار أنها جاءت من بلد أجنبي وهو ما اعتبرته دليلاً على أن نضالاتها وجدت صدى عالميًا واسعًا، مشددة في الوقت نفسه على أنها لم تكن يومًا تسعى خلف الجوائز أو تنتظر الشكر مقابل مساهماتها في مناهضة انتهاكات حقوق الإنسان الذي تعتبر من صميم واجباتها وأولوياتها.
كما أهدت رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب جائزتها إلى كل ضحايا التعذيب في تونس تعبيرًا عن مساندتهم لما يتعرضون له من عنف وانتهاكات متواصلة.
وأكدت الحقوقية التونسية أن حصولها على الجائزة في ذكرى اغتيال "أولف بالم" يعني لها الكثير، بسبب دفاعه وتأييده للقضية الفلسطينية.
وللتذكير فإن أولف بالم زعيم سويدي قاد حزب العمل الاجتماعي الديمقراطي السويدي منذ سنة 1969، قبل أن يصبح رئيس وزراء السويد بين 1969 و 1976، ثم اعيد انتخابه سنة 1982.
وقد اشتهر دوليًا بمواقفه الجريئة وصراحته الشديدة في ما يخص الكثير من القضايا الدولية على غرار قضايا السلام والديمقراطية والتفاهم الدولي والأمن المشترك.
وهو شخصية يسارية عرف عنها تأييدها لجميع حركات التحرر ولاسيما القضية الفلسطينية وعرف بعلاقاته الوطيده مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس الكوبي فيدل كاسترو والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والذي وجه له دعوة لزيارة ستوكهولم في عام 1983 مما أثار غضب الإسرائيليين آنذاك.
وكان مجهول قد أقدم على قتله في 28 فبراير 1986 عند الساعة الحادية عشرة ليلا، أثناء خروجه من دار عرض سينمائي في إحدى الجادات الكبرى للعاصمة السويدية عائدا إلى منزله برفقة زوجته .