وصل البابا فرنسيس الاربعاء الى مزار اباريسيدا للعذراء مريم من اجل الصلاة في حضرة شفيعة البرازيل عن نية شبان اميركا اللاتينية حتى يعمدوا الى بناء كنيسة فقيرة ورسولية. وكان الاف الاشخاص ينتظرون تحت المطر وفي اجواء باردة وضبايية اول حبر اعظم من اميركا اللاتينية في التاريخ، في باحة اكبر مزار مريمي في العالم بين ريو دي جانيرو وساو باولو. ويستطيع 15 الفا فقط من المحظوظين الجلوس في الكاتدرائية، لكن عدد المشاركين في الخارج سيناهز 200 الف. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال البرازيلي خوسيه انطونيو روشا (47 عاما) "نريد من ان البابا ان يقول لنا ان الرجاء بعالم افضل موجود". واضاف "نريد ايضا ان يجدد فرنسيس الكنيسة التي تحتاج الى تجديد". في هذه الاثناء، كان كهنة يحمسون بالاناشيد الجموع التي كانت تهتف "فرنسيس فرنسيس، فرنسيس". وعهد الى حوالى خمسة الاف شرطي وجندي تأمين الحماية للبابا في اباريسيدا حيث عطل الجيش الاحد في مراحيض عامة عبوة متفجرة ضعيفة. واقلق البابا المحيطين به لدى وصوله مساء الاثنين الى ريو عندما توقفت سيارته وسط الحشود. وسافر البابا بالطائرة من ريو الى ساو جوزيع دوس كامبوس التي انطلق منها على متن مروحية الى اباريسيدا البعيدة 70 كلم. وكان من المقرر ان يقوم بهذه الرحلة على متن مروحية. لكن سوء الاحوال الجوية عطل البرنامج الاصلي. وتواجه الكنيسة الكاثوليكية التي تعصف بها الفضائخ المالية وفضائح التحرش بالاطفال، تراجعا لاتباعها في اميركا اللاتينية امام ازدهار الكنائس الانجيلية. واباريسيدا، محطته الوحيدة خارج ريو خلال زيارته التي تستمر اسبوعا، مهمة في نظر البابا فرنسيس الذي يحتفظ من ايام طفولته بتمسكه الكبير جدا بالايمان الشعبي وبالتعبد للعذراء، على غرار المؤمنين في اميركا اللاتينة الذين يكرمون من غوادالوبي الى المكسيك الى اباريسيدا، العذراء مريم من خلال تظاهرات الصلاة العملاقة. وقد زار في 2007 كنيسة اباريسيدا للمشاركة في المؤتمر الاسقفي الخامس لاميركا اللاتينية والكاريبي، حيث تمكن من ان يصالح بين اسقفية انقسمت في الماضي بسبب الجدال الناجم عن لاهوت التحرر. واعد الوثيقة النهائية التي احتوت على مضمون اجتماعي وسياسي، وشددت على "الخيار من اجل الفقراء" في هذه المنطقة التي تشهد تباينات اجتماعية حادة والتي يعيش فيها 40% من الكاثوليك في العالم. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الاب روني دو ريس احد المتحدثين باسم مزار اباريسيدا ان "البابا يأتي الى اباريسيدا بسبب تعبده للعذراء مريم وللاحتفال بقداسه الاول امام الشعب البرازيلي ولمخاطبة المنطقة بأكملها"، بهدف "اعطاء الناس الكرامة". واخذ البابا الذي يبلغ السادسة والسبعين من عمره قسطا من الراحة الثلاثاء من رحلته المرهقة، ولم يحضر افتتاح سهرة الايام العالمية على شاطىء كوباكابانا الشهير على يد رئيس اساقفة ريو المونسنيور اوراني جواز تيمبيستا. وشارك نصف مليون شاب في القداس الذي اقيم تحت مطر خفيف بارد، لكن خللا في التنظيم اعترى الاحتفال بعد توقف مترو ريو ساعتين فعمت الفوضى المدينة. وعقد اجتماع رفيع المستوى الثلاثاء في مقر اقامته في سوماري لتقييم برنامج الرحلة والتدابير الامنية. ونظمت مساء الاثنين تظاهرة احتجاج على نفقات الايام العالمية للشبيبة التي تحولت مواجهات عنيفة مع قوات الامن واسفرت عن اعتقال بعض الاشخاص وسقوط جرحى، منهم مصور وكالة فرانس برس. وقال المتحدث باسم البابا الاب فيديريكو لومباردي ان تنقل البابا مساء الاربعاء في ريو سيتم على متن سيارة مكشوفة وليست مقفلة كما كان مقررا. وسيزور البابا مستشفى القديس فرنسيس الاسيزي الكاثوليكي في ريو الذي يعالج فيه المدمنون على المخدرات والكحول.