ذكر شهود عيان السبت ان اعمال شغب وقعت في مركز استرالي للاحتجاز في جزيرة ناورو قبل فرار مئات من طالبي اللجوء منه بعيد الاعلان عن تشديد سياسة الهجرة في استراليا. واعلنت استراليا الجمعة اغلاق حدودها في وجه المهاجرين السريين الذين سيتم ترحيلهم الى بابوا غينيا الجديدة في حال تمكنوا من الوصول الى الجزيرة. وخلال اعمال شغب ليل الجمعة السبت، سيطر محتجزون يحملون سكاكين وقضبانا معدنية على المركز الواقع في جزيرة ناورو في وسط المحيط الهادىء. وقال المصور المحلي كلينت ديدينانغ ان نحو نصف طالبي اللجوء في المركز البالغ عددهم حوالى 500 فروا واحرق عدد من المباني. واضاف ان المحتجزين تظاهروا حوالى اربع ساعات، موضحا ان مجموعة كبيرة من سكان الجزيرة مزودين بسواطير ساعدوا السلطات على احتواء العنف بعدما طلبت دعما. واصدر ديفيد اديانغ الرئيس بالنيابة لهذه الجزيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 9400 نسمة، مرسوما طارئا يطلب من قوات الامن الخاصة ووحدات اخرى من الشرطة التصدي لاعمال الشغب. وبعيد منتصف ليل الجمعة السبت اعلنت ادارة الهجرة الاسترالية ان كل المحتجزين موجودون. وقال المصور ديدينانغ ان "احتراق المباني ادى الى ذوبان خزانات المياه المصنوعة من البلاستيك"، موضحا ان 95 بالمئة من مباني مركز الاحتجاز دمرت. واكدت ناطقة باسم وزارة الهجرة الاسترالية حدوث "تصرفات تنم عن عصيان" من قبل حوالى 150 محتجزا. واضافت لوكالة فرانس برس ان الشركة الامنية الخاصة "ولسون سيكيوريتي وشرطة ناورو يعملان ويقدمان المساعدة للتصدي لهذا الحادث". وتابعت ان "المركز هادىء الآن ونقوم بحصر الخسائر وكل ما نعرفه هو ان اضرارا لحقت بالمركز". ولم تؤكد عدد الذين فروا من المركز لكنها قالت ان "كل الافراد الطاقم والنزلاء موجودون". وسيتم ايواء طالبي اللجوء في خيام. وادخل اربعة من المحتجزين المستشفى بسبب اصابتهم بجروح طفيفة. وذكرت وسائل اعلام استرالية ان 15 حارسا جرحوا وحوالى ستين محتجزا اوقفوا. وكان رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد اعلن الجمعة بحضور نظيره من بابوا بيتر اونيل "اعتبارا من الآن اي طالب لجوء يصل الى استراليا بمركب لا يملك اي فرصة للبقاء في البلاد كلاجىء". وسيتم ترحيل طالبي اللجوء الذين يصلون الى جزيرة كريسماس، الى مركز الاحتجاز الاسترالي الآخر في جزيرة مانوس ايلاند في بابوا غينيا الجديدة، كما قال زعيم حزب العمال الذي يحاول تلميع صورته لتحسين شعبيته المتراجعة قبل الانتخابات التشريعية المقبلة. والمهاجرون الذين ترفض طلباتهم سيرسلون الى بلدانهم او الى دول اخرى. ووقع هذه الاجراءات بالاحرف الاولى رئيسا حكومتي استراليا وبابوا غينيا الجديدة. ودانت منظمة العفو الدولية هذه الخطوة مؤكدة ان استراليا "قررت ان تدير ظهرها لاضعف الناس على الارض". ورحب زعيم المعارضة المحافظة توني ابوت بهذه الخطوة متسائلا كيف ستتم ادارة تدفق هؤلاء المهاجرين الذين يصل الف منهم كل يوم. واكد راد ان هذه الاجراءات تهدف الى الحد من نشاط مهربي المهاجرين. ولقي آلاف من المهاجرين السريين مصرعهم خلال محاولتهم الوصول الى استراليا بحرا. لكن 1300 مهاجر تمكنوا من الوصول الى مرافىء البلاد منذ الاول من كانون الثاني/يناير.