سئم جاك شيراك من رأس العجل، والغى نيكولا ساركوزي الجبن اما فرنسوا هولاند فيأكل كل شيء تقريبا...كبير الطهاة قصر الاليزيه تقاعد الخميس بعدما امضى 40 عاما في خدمة الرؤساء الفرنسيين ومدعويهم. في المطبخ الواقع في الطابق السفلي لقصر الاليزيه يدل برنار فوسيون بفخر الى الاوعية النحاسية. ويوضح بحماسة لا تزال تتملكه بعد 40 عاما امضاها في المكان "بعضها يعود الى لوي فيليب" (1830-1848). ويضيف الطاهي الذي كان يقود فريقا من عشرين شخصا لا يزالون يستخدمون هذه الادوات "انها امر ملفت". لم تشهد مطابخ الاليزيه الممتدة على 500 متر مربع الكثير من التغييرات في غضون اربعة عقود. يذكر برنار فوسيون (60 عاما) يومه الاول "بصور بالابيض والاسود". فبعدما عمل في مطابخ سفارات ارسل الى قصر الاليزيه في اطار خدمته العسكرية. ويقول "اتذكر جيدا القلق الذي انتابني لاني كنت ساطهو لكبار هذا العالم". لقد عايش ستة رؤساء وعين كبير الطهاة قبل تسع سنوات في عهد الرئيس جاك شيراك. وكانت قائمة الطعام للغداء الاخير الذي اعده لفرنسوا هولاند تضم سلطة الكركند ولحما مشويا مع الفطر وتحلية بتوت العليق. ويعرب برنار فوسيون عن "فخره" بالعمل في هذه "المؤسسة" وعن "التوتر" كذلك الذي يحصل قبل كل مأدبة. يوضح "في المطعم الزبون قد يختار عدم العودة. اما هنا فان حصل خطا قد يطلب من الطاهي الرحيل". يقول الطاهي الكبير الذي يبدو عليه الهدوء "لا ننام عادة في الليلة التي تسبق مآدب الدولة". في المقابل لا تطلبوا منه الكشف عن الاطباق المفضلة للرؤساء. ويوضح "والا لن يأكل الرئيس الا الطبق نفسه اينما توجه. هذا ما حصل مع جاك شيراك ورأس العجل لقد طهوت هذا الطبق لع مرتين او ثلاث مرات لكن كان يقدم له اينما توجه". ويقول الطاهي ان كل الرؤساء "يحبون الاكل لكن كانت شهية شيراك اكبر من غيره". اما نيكولا ساركوزي فقد اسقط الجبن من قوائم الطعام. لكن "الاطباق كانت تعود فارغة الى المطبخ". وكان الامر سهلا مع فرنسوا هولاند فهو يحب كل شيء تقريبا. يقول الطاهي "انه شخص يحب الاكل". لكن هل يتبع الرئيس الحالي حمية معينة؟. يقول فوسيون "لم اتلق اي طلب محدد. لكن منذ حوالى 15 عاما بات الاكل اخف مع تراجع عدد الاطباق التي تحوي صلصات". اما عند استقبال رؤساء دول اجنبية فهو يستعين بخدمات جهاز البروتوكول "الذين ينقلون الاذواق والحاسيات..". وقد اعجبت اطباق برنار فوسيون المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "التي طلبت ان تتعرف الي بعد عشاء لتهنئتي". وفي الصيف الماضي دعي برفقة طهاة كبار اخرين الى البيض الابيض من قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما. لكن في غالب الاحيان لا يرى الطهاة قادة الدول الاجانب. ويؤكد فوسيون "لكننا نختبئ بسرية وراء ستارة" وقد تمكن مرة من رؤية اليزابيث الثانية ملكة انكلترا. وسيحل مكان برنار فوسيون مساعده غيوم غوميز البالغ 35 عاما امضى منها 17 عاما في قصر الاليزيه.