تستعد الشركات العاملة من الباطن في القطاع الدفاعي في الولايات المتحدة، إلى وضع آلاف الموظفين في إجازة غير مدفوعة إذا استمر الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية. فغياب أي اتفاق في الكونغرس بين الديمقراطيين والجمهوريين حول ميزانية الولايات المتحدة، تسبب بعرقلة العقود العسكرية، لأن البنتاغون وجد نفسه من دون أموال للقيام بعمليات تفتيش وتدقيق إلزامية. وفي غياب عمليات التفتيش هذه، لا تستطيع الشركات المتعاقدة في مجال الدفاع الاستمرار في صنع طائرات أو سفن حربية وغواصات وأسلحة أخرى، حتى وإن كان لديها أموال من عقود سبق وتمت الموافقة عليها. وقد أكدت جمعية "الصناعيين في المجالات الجوية والفضائية" و"الجمعية الوطنية للصناعات الدفاعية"، بعد أربعة أيام من بدء عملية الإغلاق الجزئي لإدارات الحكومة، أن "القطاع يواجه مشكلة طارئة يتوجب حلها". وفي رسالة إلى وزير الدفاع تشاك هيغل اطلعت عليها وكالة فرانس برس، شددت الجمعيتان على أن "القلق المباشر يتمثل بغياب مفتشي وكالة إدارة العقود الدفاعية، الذي أغلق مكتبه منذ بداية عملية الإقفال الجزئي". وأعلنت المجموعة العملاقة في الصناعات الجوية والفضائية "لوكهيد مارتن" أن "نحو ثلاثة آلاف موظف سيوضعون في إجازة غير مدفوعة الاثنين المقبل، وهو رقم مرشح للارتفاع إذا استمر الإغلاق الحكومي في واشنطن". كما تعتزم شركة "سيكورسكي"، المتفرعة عن "يونايتد تكنولوجيز" المصنعة للمروحية العسكرية "بلاك هوك" بدورها، وضع ألفي شخص في إجازة غير مدفوعة اعتباراً من يوم الاثنين، أيضا بسبب غياب مفتشي البنتاغون. وحذرت المديرة العامة للعملاق البريطاني "بي ايه اي سيستمز" ليندا هدسون، من أن "ألف موظف يعملون في مهمات استخباراتية وأمنية أعفوا من المجيء إلى العمل، بسبب الإغلاق الجزئي". شركة "بوينغ" لصناعة الطائرات، أعلنت من جهتها أنها "تستعد لإعطاء إجازات غير مدفعوعة محدودة لموظفيها، في بعض ميادين أنشطتها الدفاعية من دون أن تعطي أي رقم". وأوضح لورن تومسون، المحلل لدى مؤسسة "ليكسنتون" المستشار لشركات الدفاع، أن "هناك مفعول دومينو يبدأ أولاً بوضع موظفين في إجازة غير مدفوعة ثم الشركات الكبرى المتعاقدة، وأخيرا سيبدأ مزودوها بتسريح أشخاص". واعتبر أنه "في حال لم يتم إقرار الميزانية في الكونغرس بحلول منتصف تشرين الأول/أكتوبر، فإن القسم الأكبر من الإنتاج في مجال الدفاع سيتوقف"، مشيراً إلى أن "هناك شعور في القطاع بأن أمراً سيئاً سيحدث في وقت قريب جداً".