روما ـ العرب اليوم
سمحت الحكومة الإيطالية، الثلاثاء، لمحلات بيع ألبسة الأطفال والمكتبات بفتح أبوابها، إلا أن العديد من المتاجر ارتأت الاستمرار بالإقفال، على اعتبار أنه لا يزال من السابق لأوانه رفع الإغلاق. كما سمحت الحكومة أيضاً بإعادة فتح المصابغ ومتاجر القرطاسية، في إطار سعيها لرفع إجراءات الإغلاق الصارمة المفروضة في 9 مارس، بشكل تدريجي. ولكن المفاجأة تمثلت في أن جميع المشمولين بالقرار لم يسارعوا إلى إعادة فتح متاجرهم. وقالت كريستينا دي تشاو صاحبة مكتبة في ميلانو "نفتح في صحراء؟ لماذا؟ المكتبة هي مكان يتفاعل فيه الناس، فتح محل تجاري في مكان لا يمرّ به أحد أمر خطير من كل النواحي". وإيطاليا من أكثر البلدان تضرّراً من جرّاء انتشار فيروس كورونا، وهي تأتي بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الوفيات التي بلغت 20 ألفاً. وتسبّبت إجراءات الإغلاق بشل اقتصاد البلاد وتعطيل الحياة اليومية بعد أن احتجز سكان البلاد في منازلهم، وأغلقت معظم المحال ما عدا تلك التي تبيع مواد أساسية.
ورغم قرار الحكومة بإمكان استئناف بعض المتاجر لعملها، رفض مسؤولو المناطق الشمالية المتضرّرة ذلك بشدة، خاصة في منطقتي لومبارديا وبيدمونت. وستبقى متاجر هذه المناطق مغلقة حتى 3 مايو، مع انتهاء إجراءات الحجر الصحّي على مستوى البلاد. وتعدّ لومبارديا بؤرة تفشي الفيروس في إيطاليا، حيث بلغت الإصابات نحو 11 ألف حالة. وقال ألبرتو تشيريو رئيس منطقة بيدمونت إن قرار إعادة فتح المتاجر "أمر سخيف"، مضيفاً "أنا أعمل على إبقاء الناس في منازلهم". وأكد أن "الحفاظ على الانضباط هو السبيل الوحيد لعدم إضاعة التضحيات التي بذلت حتى الآن".
ولكن في الجنوب الإيطالي، الذي شهد عددا أقل من الوفيات والإصابات، رحبت بعض المتاجر بتخفيف القيود. وفي مكتبة في مدينة سيراكيوز في صقلية، غاب السياح لكن بعض الزبائن قصدوا المكان في يوم إعادة الفتح، ودخلوا الواحد بعد الآخر. وقالت مالكة المكتبة ماريليا دي جيوفاني "الأمر بدا أشبه باحتفال"، مضيفة أن "البعد الإنساني هو الذي عاد مجدداً". وحذرت منظمة الصحة العالمية الدول من فتح اقتصاداتها بسرعة كبيرة لتجنب عودة انفلات الإصابات. وتوقّع صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، حصول أسوأ ركود عالمي منذ قرن، وهبوطاً بنسبة 9.1 بالمئة في معدل النمو في ايطاليا لهذا العام.
قد يهمك ايضـــًا :