احتشد عشرات الآلاف من الأميركيين في المركز التجاري بين تمثال جورج واشنطن التذكاري ونصب أبراهام لنكولن التذكاري بالعاصمة واشنطن أمس السبت، في بداية احتفالات تستمر أياما بالذكرى الخمسين لإحدى المسيرات التاريخية للحقوق المدنية. وتجمع هذا الحشد في المكان نفسه الذي ألقى فيه داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كنغ خطابه التاريخي لإحياء ذكرى ذلك الخطاب واستعادة الحلم الكبير الذي عبر عنه كنغ قبل نصف قرن من الزمن بقولته الشهيرة 'لديّ حلم'. وتحل هذا الأسبوع الذكرى الخمسون لخطاب كنغ في واشنطن عام 1963 أمام أكثر من مائتي ألف متظاهر في ذروة حملة الحقوق المدنية التي طالبت بالمساواة بين المواطنين. كل الأجيال والأعراق وشارك في المسيرة أميركيون من الشباب والكبار والسود والبيض، وكثير من الأطفال الصغار وهم يهتفون 'وظائف لا سجون' و'تريفون مارتن'. وساروا على طول طريق 1963 الذي قطعه 250 ألف شخص إلى نصب لنكولن التذكاري للاستماع إلى كلمة مارتن لوثر كنغ الشهيرة 'لديّ حلم'. وألقى عضو الكونغرس جون لويس، آخر الباقين من عشرة متحدثين تكلموا في ذلك اليوم التاريخي، كلمة ألهبت مشاعر الجماهير. وقال لويس (73 عاما) لا يهم إذا كنت أميركيا أسود أو أبيض، أو أميركيا آسيويا أو أميركيا من السكان الأصليين 'نحن شعب واحد، أسرة واحدة، بيت واحد، نحن جميعا نعيش في بيت واحد'. وسُيحتَفل رسميا بذكرى مسيرة 'الوظائف والحرية' -التي نظمتها حركة الحقوق المدنية في أغسطس/آب 1963، وتُعتبر محطة كبرى في تاريخ الولايات المتحدة- يوم الأربعاء 28 أغسطس/آب، ويلقي خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما أول رئيس أسود للبلاد خطابا. واليوم يدرك الطلاب الأميركيون أهمية هذه المسيرة في تاريخ البلاد، خصوصا مع العبارة الشهيرة التي أطلقها كينغ 'لدي حلم' والتي تخطى وقعها وتأثيرها الحدود الأميركية. واكتسبت هذه المسيرة أيضا أبعادا عالمية في خضم الحرب الباردة. فقد بدأ الأميركيون آنذاك يدركون أن المسائل العنصرية يمكن أن تكلفهم غاليا لجهة الدعم على المستوى العالمي، خصوصا في أفريقيا حيث نالت عدة دول استقلالها لتوها.