الرئيس الفلسطيني محمود عباس

عاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من العاصمة الروسية موسكو،  ليؤكد أن مفاوضات السلام هي خيار الفلسطينيين الاستراتيجي لإقامة دولتهم، ولكن مع رفض الوساطة الأميركية المنفردة لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي استمرت طول الـ 25 سنة الماضية.

فقد تحدث الرئيس عباس خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أهمية تشكيل لجنة متعددة الأطراف ترعى عملية السلام، بحيث تنبثق هذه اللجنة عن مؤتمر دولي، يعيد رسم خط المفاوضات والهدف المنشود منها.

ويأمل الفلسطينيون أن تكون روسيا والصين ودول أوروبية إضافة للولايات المتحدة الأميركية ضمن هذه اللجنة، على أن يحدد المؤتمر إطارًا زمنيًا لعمل اللجنة، وأن يكون نتاجها دولة فلسطينية واضحة المعالم والسيادة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل .

ويعتقد المحلل السياسي خليل شاهين أن الأمر ليس بهذه البساطة، فهناك أكثر من لاعب على خط المفاوضات وأكثر من رأي، ففي الاتحاد الأوروبي لا يوجد موقف موحد حول هذا الموضوع، وبعض الدول العربية تطلب من القيادة الفلسطينية التروي وعدم الدخول في صدام مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية لحين طرح رؤيا ترمب الموعودة لعملية السلام أما الموقف الروسي فهو يرغب في لعب دور أكبر في عملية السلام، ولكن بالتنسيق مع الطرف الآخر وهو إسرائيل.

وفي حين يرى دكتور الفلسفة والخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد زيداني أن الأمر مستحيل وأن محاولات الفلسطينيين لإيجاد بديل عن الرعاية الأميركية المتفردة لعملية السلام هي محاولات عبثية، وخصوصا أن الطرف الآخر يرفض الأمر رفضا تاما، فإسرائيل تصر على دور رئيس للولايات المتحدة الأميركية في أي عملية مفاوضات مستقبلية، ولن تقبل بديلا له، وخصوصا في ظل التقارب الأميركي الإسرائيلي غير المسبوق. وحتى عندما تشكلت اللجنة الرباعية سابقا والمكونة من الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لإدارة تنفيذ عملية السلام، كانت الولايات المتحدة تلعب الدور الرئيسي فيها.

وفي ظل رفض الفلسطينيين بأن تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في أي مفاوضات قادمة، فطريق المفاوضات طريق مسدود في المستقبل المنظور. وإذ يجمع المحللون على أن جل ما يستطيع فعله الفلسطينيون في هذه المرحلة، هو تثبيت المرجعيات المستندة للقانون الدولي، ومنع الولايات المتحدة من تغييرها.