رام الله - العرب اليوم
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية، بهدم تجمع الخان الأحمر قرب القدس المحتلة الذى تقطنه 35 عائلة فلسطينية بدوية بما فيه هدم المدرسة الوحيدة فى التجمع، وترحيل سكانه بالقوة.
وقالت الوزارة فى بيان اليوم (الأحد) إن استعداد سلطات الإحتلال لتنفيذ هذا القرار المشؤوم، تدفع الشعب الى إعادة إثارته مرة اخرى لدلالاته ومعانيه الوطنية والتاريخية والثقافية والإنسانية وارتداداته الاستيطانية الإحلالية الاستعمارية.
واضافت :"قد تكون هذه المرة الأخيرة التى نكتب فيها عن هذا الموضوع، رغم لفت نظر المجتمع الدولى مرارا وتكرارا حول مخاطره وتداعياته، ليس فقط من الزاوية الاستيطانية الإحلالية وهدم المنازل، سواء أكانت فردية أو تجمعات سكانية وإنما أيضا ما يتعرض له الخان الأحمر من تهديدات مستمرة، بهدف استكمال الحلقة الاستيطانية التى تحاصر القدس المحتلة وتفصل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها عبر توسيع مستوطنة "معاليه أدوميم" من جهة، وإستكمال البناء الإستيطانى المعروف بـ "اي1" من جهة أخرى.
وأكدت أن الخان الأحمر كان وسيبقى دائما الشوكة الموجودة فى حلق ذلك التمدد الإستيطانى الإستعمارى فى هذه المنطقة بالذات، ولا زال صمود العائلات الفلسطينية البدوية وتمسكها بأرضها ومنازلها يُفشل مخططات الإحتلال التهويدية، لكن، يبدو أن كل هذه الصرخات والتحذيرات التى وصلت الى عمق الأرض وإمتدت الى اعلى السماء، لم تحرك كثيراً فى المجتمع الدولي، لدرجة أن مثل هذا الحراك لم يؤثر أبدا على مخططات الإحتلال الرامية الى اقتلاع القرية البدوية، لاستكمال المخطط الاستيطانى الاستعماري، فجاء قرار ما يسمى المحكمة العليا الإسرائيلية ليؤكد على قرار الحكومة الإسرائيلية دون أن يكون ذلك قرارا مفاجئا لأى منا، خاصة وأن المحكمة هى ذراع تنفيذى لسياسات الاحتلال الاستعمارية بحق شعبنا الفلسطينى الأعزل.
وتابعت "نقول أننا قد نكتب للمرة الأخيرة حول هذا الموضوع، الا اذا كان حجم التدخل الدولى ما يكفى لمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ قراراتها. لهذا السبب يأتى تحركنا فى مجلس الأمن مطالبين بتوفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل تحت الإحتلال".
وطالبت الأمين العام للامم المتحدة باعتماد الاليات المناسبة لتوفير تلك الحماية، موضحة ان توقيت تقديم مشروع القرار الكويتى الفلسطينى لمجلس الأمن هذا الأسبوع، يعكس خطورة مثل تلك الخطوة التى تقوم بها دولة الاحتلال كاعتداءات متواصلة ومباشرة على الانسان الفلسطينى وأرضه وممتلكاته ومقدساته وإجباره على النزوح القسرى بشتى الوسائل.
وحملت الوزارة الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، والإنحياز الأمريكى المسئولية عن هذا القرار الاستعمارى التوسعى ونتائجه وتداعياته، مؤكدة أن المجتمع الدولى سيكون شاهدا على همجية وعنصرية الجندى الاسرائيلى الذى سيبطش بتجمع الخان الاحمر بأطفاله ونسائه وشيوخه، وسيرى بأم عينه جنود الاحتلال وهم يطردون بالقوة المواطنين من منازلهم وبيوتهم.
وعبرت عن أملها فى أن ما سوف يشاهده المجتمع الدولى من قمع وعنجهية وتدمير وتشريد قسرى وعنصرية وحقد وكراهية فى الخان الأحمر، سيكون محفزا ودافعا كافيا للتصويت لصالح مشروع القرار الكويتى الفلسطينى فى مجلس الأمن لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى بأسرع ما يمكن.