تنظيم "داعش" المتطرّف

كشف تقرير أميركي أن مصير أكثر من مائتي «داعشي» أميركي كانوا سافروا إلى سورية والعراق، غير معروف، في حين أن أكثر من 300 «داعشي» أميركي كانوا قد حاولوا الانضمام إلى التنظيم وجماعات متطرفة في البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية، وحتى الآن، عاد 12 من هؤلاء إلى الولايات المتحدة، لكن لم يشن أي واحد هجومًا في الأراضي الأميركية، كما قال تقرير أصدره، الإثنين، «برنامج التطرف» في «جامعة جورج واشنطن»، في واشنطن العاصمة.

وقال سيموس هيوز؛ وهو من بين الذين كتبوا التقرير: «يوجد قلق كبير من أن من يسميهم مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي"، "المغتربين الإرهابيين" سيعودون، وسيفجرون، وسينتحرون. لكن، عادت مجموعة هزيلة في الوقت الراهن"، ويغطي التقرير الفترة منذ عام 2011 عندما اندلعت الحرب السورية، ثم عندما بلغ تنظيم داعش ذروته في صيف عام 2014 عندما صار يحتل أجزاء كبيرة من سورية والعراق.

والآن، كما قال التقرير: «فقد التنظيم المتطرف جميع الأراضي التي كان يحتلها من قبل، رغم أنه ما زال قادرًا على شن هجمات مميتة في تلك الدول. وأيضًا، أسس فروعًا في دول أخرى"، وقبل الهزيمة الكبرى، كان الأميركيون البالغ عددهم نحو 300 يمثلون نحو واحدًا في المئة من المقاتلين الأجانب البالغ عددهم 30 ألفًا والذين انضموا إلى «داعش» في العراق وسورية، وجاءت الأغلبية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.

وقال التقرير إن كاتبيه «وصلوا إلى هذه المعلومات من الإنترنت، وبحثوا سجلات المحاكم، وتحدثوا مع مسؤولين، وأجروا مقابلات مع بعض الذين عادوا إلى الولايات المتحدة بعد انضمامهم إلى داعش"، وأشار إلى أن نحو 50 أميركيًا اعتقلوا وهم يحاولون مغادرة الولايات المتحدة.

واستطاع كاتبوا التقرير توثيق 64 شخصًا وصلوا إلى سورية والعراق؛ منهم زلفى خوجة، وهو أميركي من أصل ألباني، ومن ولاية نيوجيرسي. سافر إلى سورية عام 2015، ووصفته السلطات الأميركية بأنه «قائد من قادة داعش». وظهر في شريطي فيديو نشرهما «داعش»، بما في ذلك شريط فيديو يقتل فيه سجينًا، وقال التقرير إنه من بين الـ12 أميركيًا الذين عادوا، تم القبض على 9 وإنهم ما زالوا رهن الاعتقال، وإن اثنين آخرين معروفان لدى أجهزة الأمن، لكنهما لم يعتقلا، وإن الثاني عشر عاد إلى سورية للمرة الثانية وقام بتفجير انتحاري.

وكان عبدالرحمن الشيخ محمود "أميركي من ولاية أوهايو" من بين عدد قليل من الأميركيين انضموا إلى «جبهة النصرة» في سورية؛ الجماعة المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة. في وقت لاحق، أرسلته «النصرة» إلى أوهايو، مع أوامر بمهاجمة منشأة عسكرية أميركية. فعلًا، عاد إلى أوهايو عام 2014، وتم اعتقاله في العام التالي، واعترف بأنه مذنب، وحكم عليه، في الشهر الماضي، بالسجن 22 عامًا.

ولم يتطرق التقرير إلى الذين استلهموا من «داعش»، وارتكبوا هجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة. مثل سيفولو سايبوف، المسؤول عن صدم شاحنة لمشاة، مما أسفر عن قتل 8 في نيويورك في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.