القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت أختصاصية التغذية الشاملة الدكتورة شريفة أبو الفتوح لـ "العرب اليوم" أن البيض يعتبر من أكثر الأغذية الصحية على الأرض، مؤكدة "يعتبر البيض من أكثر الأطعمة المغذية، فيطلق عليه اسم "متعدد الفيتامينات الطبيعي"، ويشتمل أيضًا على مضادات أكسدة فريدة من نوعها، ومواد مغذية قوية للمخ، والتي يعاني الكثير من الناس من النقص فيها، مشيرة إلى أنه توجد أسباب تجعل البيض من أكثر الأغذية الصحية على الأرض، وأن البيضة الكاملة الواحدة تتضمن عددًا هائلًا من العناصر المغذية، التي تكفي لتحويل خلية مخصبة واحدة إلى دجاجة صغيرة كاملة.
ويمتلئ البيض بالفيتامينات والمعادن والبروتينات عالية الجودة والدهون الجيدة والمواد المغذية المختلفة الأخرى غير المعروفة.
وتحتوي بيضة واحدة كبيرة على:
• فيتامين B12 (كوبالامين): 9% من المقدار الغذائي الموصى به "RDA".
• فيتامين B2 (ريبوفلافين): 15% من المقدار الغذائي الموصى به "RDA".
• فيتامين A : 6% من المقدار الغذائي الموصى به "RDA".
• فيتامين B5 (حمض البانتوثينيك): 7% من المقدار الغذائي الموصى به "RDA".
• السيلينيوم: 22% من المقدار الغذائي الموصى به "RDA".
• يحتوي البيض أيضًا على كميات صغيرة من كل الفيتامينات والمعادن تقريبًا اللازمة للجسم بما في ذلك الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والزنك والمنجنيز وفيتامين E والفولات (ملح حمض الفوليك) وغيرهم.
وأوضحت: "كما تحتوي بيضة كبيرة على 77 سعرًا حراريًّا مع 6 غرامات من البروتين و5 غرامات من الدهون ومقدار ضئيل من الكربوهيدرات. ومن المهم معرفة أن الصفار هو الذي يحتوي على تقريبًا جميع العناصر الغذائية، أما البياض فيحتوي على البروتين فقط.
ويحسن البيض من الكولسترول، ولا يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
وتحتوي بيضة واحدة كبيرة على 212 ملغم من الكولسترول وهي نسبة عالية مقارنة بالأطعمة الأخرى، ومع ذلك هذا لا يعني أنه سوف يرفع نسبة الكولسترول السيئ في الدم لمجرد أنه يحتوي على كولسترول.
وينتج الكبد الكولسترول يوميًا، فإذا كنت تتناول الكولسترول ينتج الكبد أقل منه، وإذا كنت لا تتناوله ينتج الكبد أكثر منه.
وأشارت العديد من الدراسات إلى أن البيض يعمل على تحسين الكولسترول، حيث أنه يعمل على رفع كولسترول البروتين الدهني عالي الكثافة "HDL" (الجيد) ويعمل على تغيير كولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة "LDL" (السيئ) إلى نوع فرعي كبير ليس له ارتباط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
واكتشفت إحدى الدراسات أن تناول 3 بيضات كاملة يوميًا يمكنه أن يقلل من مقاومة الأنسولين، ويرفع من البروتين الدهني عالي الكثافة "HDL" ويزيد من حجم جزيئات البروتين الدهني منخفض الكثافة "LDL"، عند الرجال والنساء الذين يعانون من متلازمة الأيض.
وقامت العديد من الدراسات باختبار آثار تناول البيض على خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية ولم تتوصل لأي ارتباط بينهما، ولكن أظهرت بعض الدراسات زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية لدى مرضى السكري، وعلى الرغم من ذلك، فهذه المعلومة تحتاج إلى مزيد من البحث، وربما لا تنطبق على نظام غذائي منخفض في الكربوهيدرات، الأمر الذي يمكن في كثير من الحالات أن يتسبب في تراجع مرض سكري النمط الثاني.
ويمتلئ البيض بمادة الكولين، إحدى أهم المواد الغذائية لصحة المخ، والكولين من المواد الغذائية الغير معروفة التي غالبًا ما يتم تجميعها مع فيتامين B المركب، فهو من المغذيات الأساسية لصحة الإنسان، ويحتاجه الجسم للعمل بشكل سليم، وأساسي ليخلق الناقل العصبي أسيتيل الكولين، وهو أيضًا أحد مكونات الخلايا الغشائية.
وارتبط الاستهلاك المنخفض للكولين بأمراض الكبد وأمراض القلب والأوعية والاضطرابات العصبية. وقد تكون لهذه المادة الغذائية أهمية خاصة بالنسبة للنساء الحوامل حيث إن الدراسات تشير إلى أن تناول الكولين المنخفض يمكن أن يرفع من خطر عيوب الأنبوب العصبي، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض وظائف الإدراك في النسل (الجنين).
وظهر في استطلاع غذائي بالولايات المتحدة من 2003-2004، أن أكثر من 90٪ من الناس يتناولون أقل من الكمية الموصى بها يوميًا من مادة الكولين، وأفضل مصادر مادة الكولين هما صفار البيض وكبد البقر، فتحتوي البيضة الكبيرة الواحدة على 113 ملغم من الكولين.
ويحتوي البيض على البروتينات عالية الجودة مع أحماض أمينية هائلة، وتُعتبر البروتينات هي المادة الرئيسية لبناء الجسم، وتخدم أغراضًا هيكلية ووظيفية على حد سواء، وهي تتكون من الأحماض الأمينية المتصلة كالخرز على الخيط، والمطوية إلى أشكال معقدة.
ويوجد حوالي 21 من الأحماض الأمينية التي يستخدمها الجسم لبناء البروتينات، والجسم لا يمكنه إنتاج 9 من هذه الأحماض الأمينية التي تعتبر "ضرورية"؛ ولذلك يجب أن يحصل عليها من نظام غذائي يحتوي عليها.
ويمكن تحديد نوعية مصدر البروتين بالكميات النسبية من هذه الأحماض الأمينية الأساسية الموجودة، فمصدر البروتين الذي يحتوي على جميعها بنسب صحيحة هو مصدر جيد للبروتين.
والبيض من ضمن أفضل مصادر البروتين في النظام الغذائي، فغالبًا تقدر القيمة البيولوجية (مقياس جودة البروتين) من خلال المقارنة بالبيض الأمر الذي يجعل قيمته كاملة بدرجة 100.
ويمتلئ البيض باليصفور (لوتين) والزياكسانثين وهما مادتان لهما دور في حماية العيون، وهناك نوعان من مضادات الأكسدة في البيض، الصفار على وجه التحديد، لهما آثار وقائية قوية على العيون أحدهما يسمى لوتين والآخر زياكسانثين، ويتجمعان في شبكية العين وهي الجزء الحسي للعين.
وتقلل هذه المواد المضادة للأكسدة إلى حد كبير من خطر الإصابة بالتنكس البقعي وإعتام عدسة العين، وهما ضمن الأسباب الرئيسية لضعف البصر وفقده لدى كبار السن.
وفي إحدى الدراسات، ظهر أن تناول 1.3 صفار بيض يوميًا لمدة 4 أسابيع ونصف ساهم في زيادة مستويات الدم من الزياكسانثين بـ 114-142% ومن اللوتين بـ 28-50%.
ويمكن لتناول البيض على الإفطار أن يساعدك على التخلص من دهون الجسم.
ويحتوي البيض على كمية ضئيلة من الكربوهيدرات والكثير من البروتين والدهون، ويتصدر مقياس يسمى "مؤشر الشبع" وهو مقياس لمدى مساهمة الأطعمة في الوصول إلى الشبع.
ولهذا السبب، فإنه ليس من المستغرب أن تظهر دراسات تفيد بأن تناول البيض على الإفطار يؤدي إلى التخلص من الدهون، ففي إحدى الدراسات تناولت 30 أمرأة تعاني من السمنة أو زيادة الوزن إما وجبة إفطار من البيض أو وجبة إفطار من الخبز ("باجل" حلقة الخبز البولندي) وكلاهما يحتويان على القدر ذاته من السعرات الحرارية، وشعرت النساء من مجموعة إفطار البيض بالشبع أكثر من الاخريات وأكلن قدرًا أقل من السعرات الحرارية لباقي اليوم وخلال الساعات الـ 36 التالية.
وأدى تناول البيض على الإفطار، في دراسة أخرى استمرت لمدة 8 أسابيع، إلى تحسن ملحوظ في الوزن، مقارنة بالكمية ذاتها من السعرات الحرارية المستمدة من الخبز (باجل)، فمجموعة إفطار البيض تخلصت من 65% أكثر من وزن الجسم، وتخلصت من 16% أكثر من الدهون في الجسم، وكان لديهم انخفاض أكبر في مؤشر كتلة الجسم بـ 61%.
وكان لديهم انخفاض أكبر في محيط الخصر بـ 34% (وهي مؤشر جيد بالنسبة إلى الدهون الخطيرة في منطقة البطن).
والجدير بالذكر أن الله لا يخلق البيض كله على قدم المساواة، فيربَّى الكثير من الدجاج في المصانع في قفص ويُغذَّى على الحبوب، الأمر الذي يغير من تكوين المغذيات النهائية في البيض، ولذلك من الأفضل شراء البيض الغني بأوميغا 3 أو بيض المراعي، فهو صحي ومُغذٍّ أكثر.
ولا يزال بيض السوبر الماركت العادي، مع ذلك، خيارًا جيدًا إذا لم تستطع تحمل كلفة الأنواع الأخرى أو لم تجدها.