القاهرة / شيماء مكاوي
أكدت استشاري العلاقات الأسرية الدكتورة رشا عطية، أنَّ الأب له دور كبير في تربية أبنائه، موضحة: "دائما نتحدث مع الأم وطرق التربية المناسبة للأطفال ولكن الأهم أن نتحدث مع الأب الذي يغفل دوره في كثير من الأحيان بحجة انشغاله في العمل ويعطي الأم المسؤولية كاملة وهذا بالطبع خطأ كبير".
وأضافت عطية في مقابلة مع "العرب اليوم"، أنَّ "الأب له نصيب الأسد في تربية أبنائه على الرغم من قصر دوره في التربية ولكن للأسف معظم الآباء يغفلون دورهم كآباء وللأسف يقومون ببعض التصرفات من الممكن أن تتسبب في حدوث جرح تربوي ونفسي في حياة أبنائهم دون علم منهم لا يمكن أن يمحي أثره حتى وإن تغلب عليها بعض الأبناء، فلابد وأن يبقي أثرًا نفسيًا عميقًا".
وأشارت إلى أنَّ "التربية مقسمة على الأب وألام، على الأسرة، على المدرسة، على البيئة المحيطة، على الإعلام، كما أن الاهتمام بالطفل من فترة ما قبل الحمل ينعكس على الطفل والاهتمام يستمر إلى فترة المراهقة، وهناك تصرفات يفعلها الآباء مع الأبناء تصل بهم إلى حافة الهاوية".
وتابعت: "أيها الأب عليك أن لا تفعل الآتي لا تسخر من ابنك أمام الناس، ولا حتى بينك وبينه، لا تنتقد جسم بنتك ولا تسخر من سمنتها أو نحافتها، لا تقارن ابنك أو ابنتك لكي تحمسهم لكي يكونوا أفضل (قمة الاهانة النفسية)، فكل ميسر لما خلق له، لا تُربي بالانتقاد والمقارنات رغبة في التحميس والتحفيز، فهذا إحباط وليس تحميس".
وأبرزت عطية أنَّ "العلاقة مع الأب هي التي تأتي بعد علاقة الأم في الصحة النفسية للإنسان أو مرضه النفسي، ليت الآباء يدركون عٌمق وفداحة هذه المسؤولية، فالأب هو القدوة و المثل الأعلى للطفل لا نستطيع إنكار دوره، فلم تسقط من على الأب مسؤوليته أمام الله, بالدور المنوط له، ومن المسؤولية أن تتعلم أسس التربية السليمة لأبنائك, فأنت تشارك في بناء صرح عظيم؛لذا يجب على الأب أن يتقرب من أبنائه وأن يحاول أن يعرف مشاكلهم ويجلس معهم ليناقشهم بها".
واختتمت: "اعلم أن الأب تكون لديه مسؤولية كبيرة بتحمله أعباء الأسرة ولكن لابد ألا ينفصل عن أسرته ومشاكلها وأن يتقرب منها ويعلم جميع مشاكلها حتى لو جلس مع أبنائه ساعة في اليوم أو يوم في الأسبوع؛ لأن الأبناء مثلما يحتاجون الأم يحتاجون الأب ويحتاجون أن يتقرب منهم ويعلم مشاكلهم فهو بالنسبة إليهم صمام الآمان".