أكد أخصائي أمراض الجهاز التنفسي، والحساسية، الدكتور عبدالعزيز عيشان، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أن "مرض السل يُعد مشكلة صحية، رغم المجهود المبذول من أجل القضاء عليه، باعتراف من مهنيي الصحة، وبإقرار من وزارة الصحة، رغم التصريحات بالانخفاض المستمر لحالات السل الرئوي المعدي، بنسبة تصل إلى 36 حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة، واكتشاف حالات السل الرئوي المعدي بنسبة تصل إلى 97%، ونجاح العلاج بنسبة 86%، ونسبة الوفيات 2%". وأوضح عيشان، أن "مرض السل هو مرض بكتيري تُسببه "مايكوبتيريم السل"، ويصيب عادة الرئتين، لكن يمكن أن يصيب أجزاء الجسم الأخرى، مثل: العظام، والمفاصل، والدماغ، ويصيب جميع الفئات العمرية، بينما أكثر الفئات الأكثر عرضة له هي الأطفال دون سن الثالثة، إضافةً إلى الأشخاص المسنين، هذا في الوقت الذي يتطور المرض بسهولة في أوساط الأشخاص ناقصي المناعة من قبيل المصابين بمرض "السيدا"، بالنسبة لمن يعانون سوء التغذية، ومن يعيشون في بيئة مُلوَّثة، ولا تتوفر لديهم الرعاية الصحية، ويتطور المرض إلى ظهور أنواع من جرثومة السل، التي تقاوم الكثير من الأدوية، وهذا ما يزيد من التأثير السلبي لهذا المرض". وتابع عيشان، أن "هناك أعراضًا عدة يمكن أن تستشف منها الإصابة بداء السل، التي تستدعي من المصاب بها زيارة الطبيب أو أقرب مركز صحي من أجل إجراء التحاليل اللازمة والفحوصات الضرورية، وتتمثل تلك الأعراض في الفتور العام، ونقص في الوزن، والحمى والتعرق الليلي، بينما تظهر أعراض السل الرئوي في السعال المستمر، وإفراز الدم مع السعال والألم في الصدر، بينما النمو البطيء عند الأطفال هو مؤشر إصابتهم بالمرض". وأضاف، أن "العلامات الأخرى تعتمد على مكان الإصابة في الجسم، فمثلًا سل العظام، يظهر بشكل تورم، وألم في المفاصل، وصعوبة في الحركة، وأكثر ما يصاب في جسم المريض بداء السل الرئتان، وتسمى الحالة بـ"السل الرئوي"، وتحدث الإصابة في مناطق أخرى من الجسم، وتسمى الإصابة بالسل "خارج الرئوي"، الذي يصيب أعضاء أخرى من الجسم، مثل: الغشاء المحيط بالرئتين، أو ما يسمى "غشاء الجنب"، وأيضًا الغشاء المحيط بالقلب، أو العقد اللمفاوية". وأشار الدكتور عبدالعزيز إلى أن "هناك عوامل عدة تساعد على انتقال داء السل من شخص إلى آخر في مقدمتها السعال، فعندما يسعل الشخص المريض بالسل الرئوي ينتشر الرذاذ الملوث ببكتيريا السل في الهواء، وينتقل عن طريق استنشاق هذا الرذاذ، علمًا بأنه يبقى في الهواء لفترة طويلة إذا كان المكان مغلقًا، بينما تساعد التهوية على إزالة الرذاذ الملوث، كما تقتل البكتيريا عند التعرض لأشعة الشمس، كما يتسبب الشخص المريض الذي يُفرز البكتيريا في السعال في إصابة الآخرين حتى بعد بدء العلاج بأسابيع عدة، وتتراوح فترة حضانة المرض ما بين 4 إلى 12 أسبوعًا، وتستمر العدوى أشهرًا أو سنوات، قبل أن يظهر المرض، في المقابل يجرى تشخيص المرض بواسطة التصوير بالأشعة". وأوضح عيشان، أن "الوقاية من داء السل تجري من خلال خضوع الشخص للتلقيح بلقاح "البي سي جي" من اليوم الأول للولادة إلى سنته الأولى، مع الاعتماد على التغذية المتوازنة والمتكاملة، والتهوية والسكن الملائم البعيد عن الاكتظاظ"، مضيفًا أن "السل من الأمراض التي تتوفر على علاج ناجح، الذي يجري من خلال أخذ مضادات حيوية عدة لمدة 6 أشهر على الأقل، بينما عدم إكمال العلاج أو عدم أخذه بالطريقة الصحيحة يؤدي إلى حدوث مقاومة للعقاقير، وبالتالي ينتقل المرض إلى الآخرين، وعندما يجرى اكتشاف حالة سل نشطة، أي وجود الجرثومة في البلعم، يعتمد العلاج على أدوية مضادة للسل، وتعطى بطريقة معينة، وجرعات مُحدَّدة، ومدة العلاج تستمر من 6 إلى 8 أشهر".