الدار البيضاء ـ أمينة علوم
الحصبة الألمانية هي مرضٌ فيروسيٌّ معدٍ معتدل يصيب عادة الأطفال في سن المدرسة ، ولكنه قد يصيب الكبار أيضا, وتتمثل خطورته اذا ما أصيبت به النساء الحوامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ، لما له من آثار على الجنين والتي يمكنها أن تكون قاتلة. وينتقل مرض الحصبة من شخص لآخر عن طريق العطاس والسعال ومخاط الأنف, ويكون الطفل معدياً قبل ظهور الطفح الجلدي ب 5 أيام، وتبقى امكانية العدوى مستمرة حتى 15 يوما من ظهور الطفح. أما فترة الحضانة فتمتد من 15 الى 21 يوما, يُمنع خلالها الطفلُ من الذهاب إلى المدرسة إلى أن يتماثل للشفاء. .. وينتقل الفيروس أيضا من خلال المشيمة من الأم الحامل إلى جنينها مما يسبب متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. الدكتورة نادية شوقي أخصائية في طب الأطفال تشير في حديث ل "المغرب اليوم" الى أنه وعلى الرغم من أن "الحصبة الألمانية تعتبر مرضاً طفيفاً إلى حد ما بالنسبة للطفل، إلاّ أنه خطير جداً بالنسبة للجنين الذي لم يولد بعد". وتتمثل اعراض المرض لدى الأطفال في ارتفاع درجة الحرارة لمدة ثلاثة أيام, يعاني فيها المصاب من زكام شديد وصداع وسعال جافٍّ واحمرار وحرقان بالعينين، وأيضا تضخم ٍ وضعف في العقدة الليمفاوية في قاعدة الجمجمة وخلف الأذن. وعند نهاية اليوم الثالث تظهر بقعٌ بيضاء داخل الفم تشبه ذرات الملح، وفي اليومين الرابع والخامس يظهر طفحٌ جلدي أحمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه، ثم الجذع، وأخيرا يغطي سائر الجسد. وتسترسل نادية شوقي قائلة :"المضاعفات في الأطفال نادرة ، ولكنها تحمل خطر الإصابة بالتهاب الدماغ في حالات نادرة جداً، أما التأثير الأكثر حدوثاً عند البالغين الذين يصابون بالحصبة الألمانية فهو انتفاخ المفاصل وتصلبها. وتضيف ":لا يحتاج مرضى الحصبة الألمانية إلى علاج خاص، ولكن هذا المرض قد يؤثر على الجنين وهو في رحم والدته (كأن يولد الطفل مشوّهاً / مصاباً بمرض القلب / فقدان للنظر أو السمع / متأخرا في نموه العقلي والجسدي أو غير ذلك)، ولذلك يجب أن تتجنب المرأة الحامل الاتصال بشخص مصاب بالحصبة الألمانية لتجنب العدوى". وتكون نسبة الإصابة بالتشوهات والمضاعفات السابق ذكرها في حوالي 90٪ من الأطفال إذا أصيبت الأم خلال الثلاثة الأشهر الاولى من الحمل ثم تتناقص وتنخفض تلك النسبة إلى 10 - 20٪ في الربع الثاني والثالث من الحمل, الى أن يصبح أمرحدوثها نادرا. بالنسبة للعلاج تنصح الدكتور نادية بالراحة التامة سواء للطفل أو البالغ المصاب بالحصبة وإعطائه مسكنات الألم ومخفضات الحرارة إذ لا يوجد هناك علاج معين وشافٍ للحصبة ولا تُعطى المضادات الحيوية إلا في حالة وجود مضاعفات. لكن الأمر يختلف لدى المرأة الحامل إذ يمكن أن تؤدي إصابتها الى وقف الحمل و إجهاض الجنين. وتبقى الوقاية حسب الدكتورة أفضل من العلاج, وتتمثل في إعطاء الطفل اللقاح الخاص بالحصبة الألمانية ضمن اللقاح الثلاثي (الحصبة الألمانية والنكاف والحصبة العادية) في عمر 12 - 15 شهراً. والجرعة الثانية تعطى في عمر 4 - 6 سنوات ويمكن اعطاؤها في أي وقت أثناء الطفولة بشرط أن يكون قد مر 4 أشهرعلى الأقل على اعطاء الجرعة الاولى. كما يجب أن يعطى الأطفال الذين لم يتلقوا الجرعة الثانية جرعة أخرى بعمر 11 - 12 سنة وخاصة الفتيات. ووتؤكد نادية شوقي على ضرورة أن تراجع جميع الأمهات المراكز الصحية خصوصا اللواتي لا يملكن مناعة ضد المرض لأخذ الجرعة الثانية أو الجرعة الأولى والثانية حسب المتبع وايضا البنات المقبلات على الزواج مع مراعاة تأجيل الحمل لمدة سبعة أشهر بعد التطعيم كإجراء وقائي لحماية الأجنة