القاهرة- شيماء مكاوي
كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران، إن هناك علاقة بين النيكوتين والكولاجين والجلد.
وقال الدكتور مجدي بدران، خلال تصريح خاص له إلى "العرب اليوم": "لم يعد السرطان شبح التبغ الوحيد، لو عرف المدخنون أضرار التبغ على الجلد لسارعوا في الإقلاع عن التدخين، فتدخين التبغ من أكبر الأخطار الصحية التي هددت البشر على مر التاريخ، يعيش حاليا 80% من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل نتيجة غياب الثقافة الصحية، والتدخين يخفض العمر المتوقع بمتوسط 14 عاما نتيجة لإصابة المدخنين بأمراض سرطان الرئة، والقلب، وأمراض أخرى،
فالتبغ يغتال 6 ملايين نسمة تقريبا سنويا، 19178 تقريبا يوميا، و799 كل ساعة، وكارثة 13 كل دقيقة يموتون بسبب التبغ، والوفيات المبكرة لضحايا التبغ تستهلك تكاليف الرعاية الصحية وتعوق التنمية الاقتصادية وترمي بعباءة اليتم والفقر على أسر الضحايا، والجلد يمتص النيكوتين بسهولة، ووباء التبغ الأخضر Green tobacco sickness (GTS) لوحظ خلال تشغيل المزارعين في العالم الثالث في مزاراع التبغ إصابتهم بوباء التبغ الأخضر Green tobacco sickness (GTS)
ويضيف مجدي بدران أنّ "النيكوتين من أقوى السموم ويمكن أن يتسلل لجلد الضحية، وبذلك يضاف الامتصاص عن طريق الجلد لأوراق التبغ الرطبة إلى طرق التي يدخل بها النيكوتين جسد الإنسان المعروفة وهي الاستنشاق والبلع ودخان التبغ ينبعث من سطح الجلد للمدخن، والتدخين يعادي الأنوثة ويقلل من حيوية الشعر وكثافته، ويزيد من معدلات سقوط الشعر، ويزيد من شيخوخة الجلد، والتدخين يكسر الكولاجين، ويزيد من الشيخوخة المبكرة للجلد بمعدل من عشر إلى عشرين سنة، ويضاعف تجاعيد الوجه 5 مرات".
ويوضّح أن الكولاجين أكثر أنواع البروتين انتشارا في جسم الإنسان، وهو يمثل 30% من بروتين الجسم، وله دور مهم في نمو الأنسجة ويدخل في تركيب الأسنان والأنسجة الضامة التي تضم أجزاء الجسم معا، والعظام والأوتار والجلد والقرنية، وتتمتع ألياف الكولاجين بقوة خارقة تفوق أسلاك الفولاذ ذي نفس الوزن، والكولاجين هو المسؤول عن حيوية الجلد والأنسجة والأوعية الدموية، وعند ضموره تظهر علامات الشيخوخة ويستخدم الآن في عمليات التجميل وعلاج الحروق، ويساعد الكولاجين الجلد على الاحتفاظ بالمرونة، كما يضر التدخين أيضا ألياف الإيلاستين وهى ألياف من البروتين توفر خاصية المرونة للبشرة، والإيلاستين متوفر أيضا في أنسجة الرئة والشرايين والأمعاء،
ويضر التدخين الكولاجين والإيلاستين فتظهر التجاعيد ويترهل الجلد، ويزيد النيكوتين من لزوجة الصفائح الدموية، مما يزيد من احتمالات سد بعض الأوعية الدموية المتناهية الصغر أو الضيقة من قبل لأسباب أخرى، والتدخين يقلل رصيد الجسم من مضادات الأكسدة مما يجعل الجلد أقل حماية من سموم التبغ وملوثات الجو، كما يسبب التدخين نقص فيتامين أ، وهو فيتامين صديق للجلد، مهم لتكوين ومرونة وحيوية الجلد، كمضاد للأكسدة يحمي من أضرار الأشعة فوق البنفسجية ويؤخر شيخوخة الجلد بتحصين كل خلية في الجلد من التلف، ويعدّ فيتامين أ بمثابة مرطب طبيعي، ويسحب الماء إلى سطح الجلد مما يقلل من جفاف الجلد والتجاعيد المرتبطة بالشيخوخة.
ويحرم التدخين الجلد من فيتامين سي الذي يعمل على إصلاح عيوب الجلد أولا بأول، ويعتبر من مضادات الأكسدة الطبيعية التي ترفع المناعة وتقلل من السرطانات، وفيتامين سي مهم جدا لتكوين الكولاجين وضروري لكل خطوة في إنتاجه، وكل سيجارة تدخن تكسر 25 مغم فيتامين سي.
ويحفض من مستويات فيتامين هـ مضاد الأكسدة فيتامين هـ، ويمنع أكسدة الدهون، ويقلل من الدهون الضارة، ويحسن من تدفق الدم مما يساعد في إصلاح ما يتلف من أنسجة الجلد خاصة مع الجروح، ويؤخر التدخين التئام الجلد بعد الجروح أو العمليات الجراحية، حيث يقلل من حيوية الخلايا الطلائية للأوعية الدموية، والقدرة على تكوين الكولاجين والألياف.
وبيّنت العديد مِن الدراسات الحديثة أن التدخين له آثار ضارة على شفاء الجروح الجلدية وربطت تدخين السجائر مع العديد من مضاعفات ما بعد الجراحة، بما في ذلك، تضاعف نسب التهابات الجروح 5 مرات، وانسلاخ الجلد وضعف الجلد وقلة حيويته، ورفض عمليات ترقيع الجلد، ويزيد التدخين من الثآليل الجلدية خاصة في الإناث، ويزيد التدخين من علامات التمدد خاصة مع زيادة الوزن، والتدخين يسبب جفاف الجلد، لأنه يحرم الجلد من الأكسجين والتغذية والكولاجين والإيلاستين، وتصل حرارة السجائر المشتعلة إلى 900 درجة مئوية، وتصل حرارة الأدخنة حول وجه المدخن نحو 700 درجة مئوية مما يحرق جلد الوجه بالتدريج.