الدكتور مجدي بدران

كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري طب الأطفال، الدكتور مجدي بدران، عن أن فيتامين "سي" يحمي من حساسية الأتربة المنتشرة في الهواء، في هذا الوقت .

وقال، في حديث إلى "العرب اليوم"، إن خمسة مليارات طن من الأتربة تجوب العالم سنويًا، وتظهر رياح الخماسين بصورة متكررة بين شهري فبراير / شباط  ويونيو / حزيران، وتتعرض مصر حاليًا لهبوب الرياح المثيرة للرمال والأتربة، وانخفاض درجات الحرارة. وتؤثر الرياح المعبأة بالرمال والأتربة سلبًا على مستوى الرؤية، وربما تسبب مشاكل في الأنف والحلق والجهاز التنفسي والعين، خاصة لدى ذوي الاستعداد الوراثي للحساسية، مسببة سيلان الأنف وانسدادها وبحة الصوت والسعال وضيق النفس.

وأوضح أن تراكم الأتربة داخل السيارات يسبب الحساسية لركابها، و يقضي الكثير من الناس 90% من حياتهم داخل المباني، سواء كانت منازلهم أو أعمالهم، والهواء يدخل الأماكن المغلقة، فلا غرابة في وجود الأتربة والغبار داخل البيوت وأماكن العمل المغلقة ، مبينًا أن الرياح تحتوي على الرمال والأتربة والغبار، وهو حبيبات صغيرة الحجم كالأتربة والرمال الناعمة، وربما يحتوي على مركبات الرصاص، والعديد من الميكروبات، بالملايين، في الغرام الواحد من الأتربة. وأشار إلى سموم البكتيريا تزيد من الحساسية ضد حشرة الفراش، وسموم البكتيريا الداخلية هي عبارة عن مواد سامة موجودة في أنواع معينة من البكتيريا.

وتنطلق هذه الجزيئات الصغيرة عندما تتفكك هذه البكتيريا في الهواء، و تصبح محمولة جوًا، ويتنفسها المرء، وتسبب التهابات الشعب الهوائية، وتشمل مصادر سموم البكتيريا الداخلية والقاذورات والغبار والهواء الخارجي، والعديد من أنواع الفطريات، وهناك نحو 80 نوعًا من الفطريات تسبب الحساسية، كما أن هناك مجموعة من الأعراض تحدث مع حساسية الفطريات، مثل احتقان الجيوب الأنفية، والإحساس بالتعب الدائم، والتسمم العصبي، و بعض هذه السموم تسبب التهابات في الجهاز العصبي، و تقلل من إنتاج  الموصلات العصبية، خاصة "السيروتونين" و"الدوبامين" و"الأستيل كولين".

وأشار بدران إلى أن الموصلات العصبية تسيطر على قدرة الدماغ على التركيز والهدوء، ومعالجة المعلومات بكفاءة، وعندما تقل يعتل المزاج ويظهر التعب، والاكتئاب، والقلق، والسلوكيات العدوانية، والوسواس القهري، ونقص الانتباه، و أعراض نفسية أخرى، ومشاكل معرفية، والنسيان، والقلق، والاكتئاب، وقلة التركيز .

وتسبب بعض الفطريات زيادة شدة الربو أو الدخول إلى المستشفى، والحاجة إلى العناية المركزة لدى البالغين، وزيادة تفاعل الشعب الهوائية لدى الأطفال، .مبينًا أن العديد من مسببات الحساسية، المشتقة من الحيوانات الأليفة، وملوثات الجو الأخرى، موجوده في نصف منازلنا على الأقل. وتشمل مخلفات التدخين السلبي الجسيمات العالقة، وقطرها أقل من 0.1 ميكرومتر، وتبقى عالقة في مسببات الحساسية المشتقة من الحشرات والقطط والكلاب.

وأوضح أن أضرار تلوث الهواء تختلف وفق متغيرات عدة، منها حجم الجسيمات العالقة في الهواء، وطبيعة هذه الجسيمات العالقة، وفترة التعرض للهواء الملوث، والعوامل البشرية، مثل السن والحالة الصحية والمناعة والوراثة، كما أن الجسيمات الصغيرة الحجم أكثر ضررًا، بسبب سهولة المرور عبر الأنف والحنجرة، والقدرة على دخول الرئتين.

وتشمل أضرار الهواء الملوث الإصابة بالالتهابات التنفسية، وحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، وقصور في الدورة الدموية، والمخاط  الزائد، مبينًا أن إنتاج المخاط في الشعب الهوائية أمر طبيعي، فلو قل المخاط  تجف المجاري الهوائية، وتتأثر وظيفيًا مع التعرض للأتربة، خاصة لدى مرضى الحساسية الصدرية، حيث يتم إنتاج المخاط  بكثرة، وتتغير طبيعته، ومن المهم شرب الماء والسوائل الطبيعية، خاصة الدافئة، لأن ارتفاع محتوى الماء في المخاط  يساعد على ترطيب الهواء خلال مروره في المجاري الهوائية.

وكشف بدران عن أن المخاط  "فخ مناعي"، كما أنه لزج ولديه قدرة عالية على اصطياد الجسيمات الغريبة، كالغبار والميكروبات، إلا أنه يحتوي على مضادات ميكروبية طبيعية، بعضها يساعد على تدمير البكتيريا الغازية، ويحتوي المخاط أيضًا على إنزيم "اللايسوزيم" وإنزيم مضاد للجراثيم. وينتشر "اللايسوزيم" في سوائل و إفرازات الجسم، بما في ذلك الدموع واللعاب، ويمزق مكونات الجدار الخلوي للبكتيريا، مما يجعلها سهلة التدمير.

أما عن سبل الوقاية، فنصح بدران بتجنب الخروج من المنزل، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي، كمرضى الربو وحساسية الأنف وحساسية العين، إضافة إلى استخدام أقنعة مضادة للأتربة، أو تغطية الأنف بمنديل، وغسل الوجه والرأس بعد الوصول إلى المنزل، وتنظيف الأنف باستمرار، والتخلص من الأتربة  في المنازل وأماكن العمل والسيارات بالمسح بقطعة قماش قطنية، وتغطية أجهزة التكييف، و إحكام غلق النوافذ والأبواب، وتناول أدوية علاج الحساسية، خاصة الوقائية التي تباعد بين فترات حدوث أزمات تحسسية.

ولفت إلى أهمية رفع القمامة من الشوارع أولاً بأول، ورفع الأتربة المتراكمة من الشوارع والطرقات، فتيارات الهواء تنقلها إلى أنوف المواطنين وعيونهم  وصدورهم وجلودهم وملابسهم وأغذيتهم، إضافة إلى ضرورة تجنب فرك العين والأنف، كما أن فيتامين "سي" يحمى الرئتين من  الأتربة والهواء الملوث، لذلك يجب بتناول عصير البرتقال عند هبوب العواصف الترابية.
ويؤكد الدكتور مجدي بدران أن فيتامين "سي" من أهم مضادات الأكسدة على كوكب الأرض، فهو  يساعد على نمو الأنسجة وإصلاحها، ويقي من الآثار السلبية لملوثات الهواء، مثل الأتربة وعوادم السيارات، وخلال موجات الأتربة وتلوث الهواء فإن معدلات حدوث الأزمات الربوية والاحتجاز بالمستشفيات تتضاعف، مع انخفاض مستويات فيتامين "سي "، حيث تساعد هذه المادة على خفض الشوارد الحرة في المجاري الهوائية، وبالتالي حماية خلايا الجهاز التنفسي من التهتك والتدمير.

وتتربع الجوافة على عرش الأغذية الغنية بفيتامين "سي"، حيث يحتوي كل 100 غرام منها على 228 ميلليغرام فيتامين "سي"، يليها الكيوي الأصفر، بـ150 ميلليغرام، ثم قشر الليمون، بـ129 ميلليغرام، والكيوي الأخضر، بـ92 ميلليغرام، والفلفل الملون، بـ80 ميلليغرام، والفراولة، بـ60 ميلليغرام، والبرتقال، بـ50 ميلليغرام، والليمون، بـ40 ميلليغرام، واليوسفي، بـ26 ميلليغرام.