عمان - ايمان يوسف
كشفت أخصائية الاستشارات النفسية والأسرية الدكتورة نجوى عارف، أن الغضب هو حالة انفعالية، تعدّ دافعًا لسلوك معين، للهجوم أو الحماية أو الاستجابة لتهديد معين، وتبدأ حدتها من الاستثارة الخفيفة، وتنتهي بالثورة الحادة، وهذه العاطفة تصاحبها تغيرات فسيولوجية.
وأوضحت عارف في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم، أن أسباب الغضب متعددة منها أسباب داخلية، مثل تجارب سابقة، أو مثيرات للغضب، وأسباب خارجية كأزمة مرور موقف معين من زوج، أو أصدقاء، مضيفة "ومن الأسباب الأخرى، الإرهاق، والجوع، والألم والمرض، وعدم الإشباع العاطفي والجنسي، وإساءة استعمال العقاقير، والتغييرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية، وانقطاع الطمث، والانسحاب من تأثير المخدر، بعد العمليات، والاضطرابات النفسية مثل القلق الشديد، الخوف، الاكتئاب، إضافة إلى العوامل الجينية.
وأشار عارف إلى أن مراحل الغضب متفاوتة، تبدأ بتوقع الكثير، وعدم الحصول على ما نريد والإصابة بالإحباط والغضب وإصدار الأوامر. وتابعت "تتمثل أعراض الغضب في ارتفاع ضغط الدم، وزيادة إفرازات الهرمونات، وضيق التنفس، وخفقان القلب، والارتعاش، والإمساك، وتقلص حدقة العين، والسرعة في الكلام، والحركة مع حركات عصبية، والعضلات المشدودة، وأحيانا الصمت والنفور والغيرة والأرق، واضطراب الطعام، واستخدام مصطلحات بذيئة يرافقه سلوك عدواني".
وأشارت عارف إلى أن طرق التعبير عن الغضب متعددة منها، التعبير الصريح، وهو غضبي صحي. وكبح الغضب الذي يؤدي إلى تراكم الأحاسيس السلبية، داخل النفس والغضب الهادئ، وهو التوقف والتفكير في الغضب، والتركيز على شيء إيجابي، وتحويل سلوك الغضب إلى إيجابي.
وأكدت عارف أنه لا يمكن للإنسان أن يتجنب بكافة الطرق الأشياء أو الأشخاص التي تثير غضبه أو أن يغير من المواقف، لكن بدلًا من ذلك عليه أن يتعلم كيف يتحكم في ردود فعله وتصرفاته، مشيرة إلى أن الهدف من إدارة الغضب هو التخفيف من حدة الأحاسيس، والتأثير النفسي الذي تحدثه مسببات الغضب".
وعن استراتيجيات التحكم في الغضب، فهي تحديد مسبب الغضب، وتغيير البيئة، واستخدام كلمة "أرغب"، بدلًا من "يجب"، والإنصات الجيد، إضافة إلى الصلاة والتأمل والخروج إلى الطبيعة، والرياضة والاسترخاء "التنفس العميق - التحدث إلى الذات"، إضافة إلى ممارسة الهواية المفضلة والتحدث مع الأخرين، والبحث عن بدائل "كل سلوك تريد أن تستغني عنه لابد أن يقابله سلوك إيجابي أي تستبدل". وتقدم عارف مجموعة من النصائح المختلفة لإدارة الغضب منها عدم القفز إلى الفرضيات، وعدم توقع الأسوأ، وعدم الهلع، واعتبار المسألة شخصية والموقف بأنه مهبط وليس كارثة.
وشدّدت عارف على المواقف التي يجب التمتع بها بحالة الغضب وهي الهدوء، وإشباع حاجات الأخرين، والقدرة على الاستمتاع بالحياة، وحل المشكلة، وتقبل الأخر، وإظهار العواطف والمرونة والتسامح واحترام الأخر.