القاهرة - شيماء مكاوي
كشف اختصاصي أمراض الأطفال الدكتور محمد سعيد أسباب انتشار مرض الجديري المائي في الفترة الأخيرة، موضحا أنه مرض ضعيف جدا يصيب أطفالنا، لكنه منتشر بكثرة أخيرا، حيث إن معظم الأطفال في مرحلة ما من مراحل حياتهم يصابوا به.
وقال سعيد، في حديث لـ"العرب اليوم"، إن المرض يسبّب طفحا جلديا أحمر، وبقعا متهيّجة يمكن أن تتحول إلى بثور مملوءة بسائل، ثم تتقشّر لتشكل بقعا بنية على الجلد وتختفي في النهاية. يكون لدى بعض الأطفال عدد قليل فقط من البقع، لكن عند آخرين يمكن أن تغطي البقع كامل الجسم، تظهرالبقع غالبا على الوجه، الأذنين وفروة الرأس، تحت الذراعين، على الصدر والبطن وعلى الذراعين والساقين.
وسبب الجديري المائي ( herpes Varicella-zoster) هو فيروس يسمى الفيروس النطاقي الحماقي، حيث ينتشر بسرعة وسهولة عبر سعال وعطس شخص مصاب به. يعدّ الجديري المائي أكثر شيوعاً عند الأطفال دون سن العاشرة ، والجديري شائع في مرحلة الطفولة، بحيث يُعتبر 90٪ من البالغين محصّنين ضده لأنهم أصيبوا به من قبل، وعادة ما يلتقط الأطفال العدوى في فصل الشتاء والربيع، لا سيما بين نوفمبر ويناير.
أما عن طرق الوقاية منه، فأوضح الدكتور محمد أنه لمنع انتشار العدوى، ﻻ بد أن يأخذ الأطفال إجازة خارج الحضانة أو المدرسة حتى تتقشّر جميع البقع. ويُعتبر جدري الماء أكثر ناقلية للعدوى خلال اليوم 1-2 قبل أن يبدأ الطفح الجلدي، ويستمر ذلك حتى تتقشّر جميع البثور (عادة بعد 5-6 أيام من بداية الطفح الجلدي). وإذا أصيب الطفل بالجديري الماء، حاول إبعاده عن المناطق العامة لتجنب اتصاله مع الأشخاص الذين لم يصابوا به قبلا، وخصوصا الناس المعرّضين لمشكلات خطيرة، مثل الأطفال حديثي الولادة، النساء الحوامل وأي شخص لديه ضعف في الجهاز المناعي (على سبيل المثال، الأشخاص الذين يخضعون لعلاج من السرطان أو يأخذون الكورتيزون).
وينتقل للحديث عن كيفية علاجه بأن الجديري المائي يعتبر عند الأطفال مرضا خفيفا، وﻻ داعي للقلق، لكن ما يسبب أذى نفسي للأهل قبل الطفل هو انتشار البثور أو الطفح الجلدي، ومن المرجح أن يصاب الطفل بالحمّى في الأيام الأولى من المرض على الأقل، ويمكن أن تكون البقع متهيّجة. ولا يوجد علاج محدد للجديري المائي، ولكن هناك علاجات الصيدلية التي يمكن أن تخفّف من الأعراض، مثل الباراسيتامول لتخفيف الحمّى وغسول الكالامين والمواد الهلامية المُبرِّدة لتخفيف الحكة.
وعند معظم الأطفال، تتقشّر البثور وتسقط بشكل طبيعي في غضون 1-2 أسابيع، وبالنسبة لمعظم الأطفال، الجديري هو مرض خفيف يتحسّن من تلقاء نفسه. لكن يمكن لبعض الأطفال أن يصبحوا مريضين حقاّ بمرض الجديري، ويتوجب عليهم رؤية الطبيب. ويجب الاتصال بالطبيب على الفور في حال تطوّرت عند الطفل أية أعراض غير طبيعية، مثل إذا التهبت البثور على الجلد، وإذا كان الطفل يعاني من ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس.
أما عن الجديري لدى البالغين، يقول الدكتور محمد إنه قد يكون مرضا في مرحلة الطفولة، لكن يمكن أن يصاب به الكبار أيضا، فهو يميل لأن يكون أكثر شدة عند البالغين منه عند الأطفال، ويكون الكبار في خطر حدوث مضاعفات أكثر من الأطفال. وكما هو الحال مع الأطفال، ينبغي أن يبتعد البالغون الذين يعانون من الجديري عن العمل حتى تتقشّر كامل البثور، كما عليهم طلب المشورة الطبية إذا ظهرت عليهم أي أعراض غير طبيعية، مثل البثور الملتهبة. قد يستفيد البالغون المصابون بجدري الماء من تناول دواء مضاد للفيروسات عند بدء العلاج خلال المراحل المبكرة من المرض.
وبعض الأطفال والبالغين معرّضون لخطر خاص من المشكلات الجادة في حال التقاطهم للجديري، ويشملون الحوامل الأطفال حديثي الولادة، والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة. ويجب أن يطلب هؤلاء الأشخاص المشورة الطبية بأسرع زمن عند تعرضهم لفيروس الجديري، وإلا تتطور لديهم الأعراض، وقد يحتاجون إلى فحص الدم للتحقق ما إذا كانوا محصّنين من الجديري أم لا.
أما عن إصابة المرأة الحامل بالجديري، يؤكد الدكتور محمد أنه يظهر في نحو ثلاثة من كل 1000 حالة حمل، حيث يمكن أن يسبّب مضاعفات خطيرة لكل من الحامل والجنين. وعن ما إذا كان هناك تطعيم ولقاح يحمي من الإصابة بالجديري فقال إن هناك لقاحا لكنه ليس جزءاً من جدول التطعيم الروتيني للأطفال، ويتم تقديم اللقاح للأطفال والبالغين الذين هم عرضة بوجه خاص لمضاعفات الجديري فقط.