الشيخ حسين آل الشيخ

حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس الجمعة من استمرار سفك الدماء وهتك الأعراض وإفساد الأموال في البلدان الإسلامية التي تشهد اضطرابات وحروب وفتن، واصفا العام المنصرم بالمحزن، داعيا المتقاتلين إلى الرجوع إلى أصول الشريعة وحفظ المقاصد الضرورية للدين وتحقيق الأمن والأمان بدلا من إفساد الأرض.

وقال فضيلته: مضى العام المنصرم وأحوال كثير من المسلمين لا تسر صديقا بل هناك أوضاع محزنة للمسلمين من سفك الدماء وهتك الأعراض وإفساد الأموال مما يندى له الجبين ويعجز اللسان عن وصف مآسيه فإلى الله وحده المشتكى لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إن الواجب على المسلمين أن يتقوا الله جل وعلا في أمتهم، ودينهم ومجتمعاتهم، والرجوع إلى ما تقتضيه أصول شريعة الإسلام من وحدة الكلمة واجتماع الصف وتغليب المصالح وحفظ المقاصد الضرورية من الدين والدماء والأموال والأعراض فالله جل وعلا لا يحب الفساد وقد أمر عباده بإصلاح هذه الحياة وتحقيق الأمن والأمان ليعيش الناس آمنين مطمئنين يعبدون ربهم ويؤدون واجباتهم ويعمرون حياتهم بكل نافع ومفيد "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها".

وأكد: إن المؤمن الموفق من يتخذ من تنقل الأحوال مناسبة للتذكر والتدبر والاتعاظ فيحاسب نفسه وسقيم وضعه ويصحح مسارها فهلاك القلب في إهمال محاسبة النفس وفي موافقتها وإتباع هواها فيجب علينا جميعا ونحن نودع عاما ونستقبل عاما جديدا جعله الله علينا مباركا سعيدا، أن نحاسب أنفسنا كما قال الخليفة عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا".

وأضاف فضيلته: المؤمن يعلم أن هذه الحياة خلقت لتعمر بطاعة الله جل وعلا وتوحيده وتحقيق عبادته فربنا جل وعلا يقول: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ثم قال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".