غزة – حنان شبات
أكد مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الشباب في المحافظات الجنوبية مأمون سويدان، أنّ تكليفه بهذا المنصب يؤكد حرص القيادة الفلسطينية على الاهتمام بشريحة الشباب وقضاياهم تحديدًا في قطاع غزة.
وأوضح سويدان في حوار مع "العرب اليوم" أنَّ "واقع الشباب في غزة بائس وصعب، ويوجد حالة من انسداد الأفق بسبب انعدام فرص تحقيق الذات والأزمات الصعبة التي يعيشها قطاع غزة"، لافتًا إلى أنَّ "إصدار مثل هذا القرار من قبل الرئيس محمود عباس تأكيد لاهتمامه بهذه الشريحة ورغبته الحقيقية والجديّة في متابعة شؤونهم بما يحقق آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم ويحقق لهم فرص حقيقية في حياة كريمة في وطنهم".
ووصف أنَّ الشيء الخطير الذي يواجه شريحة الشباب في القطاع هو "وحش الفراغ"، مؤكدًا أنّه سيسعى إلى القضاء عليه من خلال طرح الأفكار البناءة والمشاريع والمبادرات الايجابية، لخلق الأمل لديهم في مستقبل أجمل.
وأشار سويدان إلى أنّ الطريق محفوفة بالمخاطر والتحديات وبالعقبات، موضحًا إنّهم "يتحدثون عن سنوات عجاف مر فيها قطاع غزة أدت إلى خلق حالة من الإحباط واليأس، لذلك ينبغي أن يتم العمل بسرعة على خلق نوع من الأمل والتفاؤل لدى هذه الشريحة من المجتمع الفلسطيني لأنّهم الطاقة الحقيقية والأكثر قدرة على إحداث التغيير والنهوض بالمجتمع".
ولفت إلى أنَّ "الاهتمام بقضايا الشباب سوف يكون بشكل عام بغض النظر عن أطيافهم وميولهم السياسية، بالإضافة إلى أنَّ هذه الشريحة تشكل قوة دفع حقيقية لشرائح أخرى لذلك يجب أن يكون هناك نسيج اجتماعي فلسطيني مترابط ومتماسك لتأسيس جبهة داخلية فلسطينية متينة ومتماسكة".
وأبرز أنَّ "هذه الشريحة كبيرة وواسعة وفي حال تحقق الهدف المنشود والذي يتجلى في رفع منسوب الوعي الوطني والأخلاقي والثقافي لدى هذه الشريحة المهمة فبالتأكيد هذا النجاح سينعكس على غيره من شرائح الشعب وسيكون هناك تغيير يحقق ما يسعون إلى تحقيقه في النهاية، وهو تجسيد الوحدة الفلسطينية ودعم جبهتنا الداخلية الفلسطينية" .
وشدَّد سويدان على أنَّ الشباب هم المناعة الوطنية الحقيقية لبناء مجتمع فلسطيني راقٍ قادر على أن ينهض بذاته وقادر على بناء دولة فلسطينية لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، مضيفًا أنّه لا يعتقد أنَّ هناك شعبًا في العالم أفضل من الشعب الفلسطيني لا من حيث قدراته أو تجربته ولا من حيث وجود هؤلاء المبدعين والموهوبين .
وبيَّن أنَّ "العقبة التي تقف في وجه النهوض بشريحة الشباب هي التناقض الموجود على الساحة الفلسطينية"، مؤكدًا أنَّ "عملية زراعة الأمل والطموح لدى الشباب الفلسطيني تحتاج إلى جهد ومثابرة وتوحيد الصفوف، لاسيما أنَّ فكرة الخلاص الفردي أو الحزبي مستحيلة والكل الفلسطيني يجب أن ينهض بذاته بشكل متكامل".
وأضاف إنَّ "عملية النهوض يجب أن تستوعب كل شريحة الشباب بمختلف ميولهم واتجاهاتهم السياسية، ويجب أن يكون هناك قواسم مشتركة بينهم تؤسس لبناء ثقة ومحبة وللعطاء والتطوع وروح المبادرة".
وحذّر من أنَّ "أخطر ما يواجهه الشباب في هذه المرحلة هو شعورهم بالضياع والإهمال وضعف الثقة بالنفس فهناك تخوف وقلق يدفع بعضهم إلى التفكير في الهجرة و ربما تدفع بعضهم لأمور سلبية خطرة عليه وعلى مجتمعه"، مشدّدًا على أنَّ حماية هذه الشريحة هي حماية للمجتمع وللوطن وحماية للقضية وهذه مسألة يجب أن تكون مفهومة للجميع.
وبين سويدان أنَّ الاقتصاد من العوامل الضرورية التي يجب توافرها بجانب الرؤية المستقبلية والجهد والمثابرة الذي بدوره سيؤدي لإقناع الجميع بالفكرة وبالمشروع وسيقنعهم بضرورة دعمه، متسائًلا عن السبب الذي يعيق رجال الأعمال الفلسطينيين في الخارج الذي يقدر رأس مالهم بمائة مليار دولار موزعة حول العالم عن الوفاء بالتزاماتهم الوطنية تجاه أبناء شعبهم.
ودعا إلى حثهم و تحفيزهم وإقناعهم بأنَّ هذه مسالة وطنية والتزام وطني عليهم أن يقوموا به كما يفعل الأعداء، لافتًا إلى كيفية نشوء الدولة المحتلة بمساعدات الجمعيات والجاليات في العالم والتي قدمت كل ما تملك من إمكانيات وغيره لدعم فكرتهم ومشروعهم، للنجاح في بناء دولة احتلت فلسطين واستعمرتها.
وطالب سويدان الرجال الوطنيين والشرفاء، ومؤسسات المجتمع المدني بالوقوف على مسؤولياتهم وأن لا يخذلوا شريحة الشباب، مؤكدًا أنَّ هذه مسؤولية تقع على عاتقهم وعلى كاهلهم، وأنَّ القضية تطلب جهدًا جماعيًا من الكل الفلسطيني.