أكد القيادي في حركة "تحرير أزواد" موسي أغ سعيد، لـ"العرب اليوم"، أن المئات من مواطني مالي "نزحوا نحو الحدود الجزائرية خلال الأيام الأخيرة"، هربًا من اعتداءات جماعات "الجهاد والتوحيد"، التي تحصل على "دعم قوي من تنظيم القاعدة"، فيما أكد "وجود كتيبتين تنشطان بين شمال مالي والجزائر، والحدود الشرقية مع ليبيا"، لافتًا إلى أن "قيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أوكلت إلى هاتين الكتيبتين مهمة تنفيذ العمليات الانتحارية، وخطف السياح الأجانب في المنطقة". ولفت عضو المجلس الإعلامي لحركة "تحرير أزواد" موسى أغ سعيد ، أن النازحين هم من منطقة برج باجي مختار تحديدًا، وفيما أشار إلى أن مدينة الخليل الواقعة بين الحدود الجزائرية ـ المالية أضحت شبه خالية بسبب النزوح المستمر، أكد أن حركة "الجهاد والتوحيد" توجهت نحو منطقة خليل، بعدما "ضيَّق المقاتلون الأزواد الخناق عليهم"، في منطقة غاو شمال مالي. وشدد سعيد، على أن "التدخل العسكري في شمال مالي لن يكون قبل عام على الأقل"، خصوصًا أن اجتماع حركتي "تحرير أزواد" و"أنصار الدين "، مع الحكومة المالية في باماكو من المقرر عقده خلال الأيام القليلة المقبلة. ووصف سعيد هذا اللقاء بـ"الفاصل والمحدد لمستقبل خيار الوحدة من التدخل العسكري على المنطقة". ولفت سعيد، إلى أن الأزواد قدّموا كلّ التسهيلات لتجنب "الدخول في دوامة الحرب الطاحنة التي سوف تعصف بالمنطقة وسكانها المدنيين"، موضحًا أن "التدخل العسكري في حالة تجسيده كخيار على أرض الواقع لن يكون قبل إعداد وتدريب عناصر الجيش المالي، لاسيما أن أطرافًا رسمية تحدثت عن قيام الاتحاد الأوروبي باعتماد ميزانية مخصصة لهدا الغرض، حيث من المقرر أن يشرع في ذلك بداية نيسان/ أبريل المقبل". وربط سعيد، تدخل قوات "الاكواس" في شمال البلاد بما سوف تسفر عنه الانتخابات المقبلة، التي ستحدد وضع السلطة في مالي، خصوصا بعد التداعيات السلبية التي رافقت قيام قادة الجيش الانقلابي بإجبار رئيس الوزراء مورو ديارا على تقديم استقالته ووضعه قيد الإقامة الجبرية، فيما أشار سعيد، إلى أن "هذا الأمر خلَّف موجة انتقادات واسعة لدي الدول الكبرى  على غرار أميركا وفرنسا". وأفاد سعيد، بوجود اتصالات سرية بين حركة "تحرير أزواد"، وبعض الأجهزة الأمنية في دول افريقية أوروبية بشأن "مواجهة تدهور الوضع الأمني والإنساني في شمال البلاد الذي بات معقلاً مفضلاً للعديد من التنظيمات الإرهابية"، لافتًا إلى "وجود كتيبتين تنشطان على طول الشريط الحدودي الفاصل بين شمال مالي والجزائر، وصولاً إلى الحدود الشرقية مع ليبيا"، مضيفا أن "قيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أوكلت إلى هاتين الكتيبتين مهمة تنفيذ العمليات الانتحارية، وخطف السياح الأجانب في المنطقة". وتطرق آغ سعيد، في معرض حديثه عن الدور الإيجابي الذي تلعبه الجزائر لإحلال السلم في المنطقة، ومبادرتها الرامية إلى دعم مواقف الأزواديين، وتقريب الرؤى بين الحركتين اللتين تمثلان الأزواد، قائلاً:" إن المباحثات مع الجزائر لا تزال مستمرة، خصوصا بعد تعهد الجزائر بتقديم دعم لوجستي لتنظيمي أنصار الدين والأزواد، وتمسكها بالخيار السياسي كحل أنسب للازمة في مالي".