الخليل - العرب اليوم
تحشد مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة والتي تشكل بؤرة توتر ومواجهات يومية مع الجنود الاسرائيلية، منذ ايام لاستعادة جثامين الفلسطينيين الذين قتلوا بدعوى تنفيذ هجمات والذين ترفض اسرائيل تسليم جثامينهم لاهاليهم.
وخرجت تظاهرة الثلاثاء في هذه المدينة التي ينتمي اليها عدد كبير من الفلسطينيين الذين قتلوا في الايام الاخيرة لمطالبة اسرائيل باعادة جثامين "الشهداء" الى عائلاتهم.
وقتل 59 فلسطينيا وعربي اسرائيلي واحد برصاص القوات الاسرائيلية منذ بداية شهر تشرين الاول/اكتوبر. ولم تعد اسرائيل جثامين 25 منهم لعائلاتهم بحسب "الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء".
وكانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت في 14 من تشرين الاول/اكتوبر الماضي انها لن تعيد جثامين منفذي الهجمات الفلسطينيين الى عائلاتهم.
وقال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان الذي قدم المشروع ان "عائلة الارهاب تجعل من دفنه تظاهرة لدعم الارهاب والتحريض على القتل ونحن لا يمكن ان نسمح بذلك".
ومن بين الجثامين التي لم تعدها اسرائيل، جثمان الفتاة دانية ارشيد (17 عاما) التي قتلت الاحد برصاص الجيش الاسرائيلي امام الحرم الابراهيمي في قلب الخليل.
ويقول جهاد والد دانية لوكالة فرانس برس "لم يحرموني انا فقط من ابنتي، كل المدينة لا يمكنها الحداد".
وبحسب ارشيد فان الاسرائيليين "يرغبون بالضغط علينا لانهم يعلمون ان الاحتفاظ بجثامين الفتيات خط احمر لنا: يقومون باعدامهن ثم يحاولون المس بكرامتنا وشرفنا".
وخرج المئات من الفلسطينيين الثلاثاء عند باب الزاوية في وسط المدينة حيث يعيش 500 مستوطن اسرائيلي تحت حراسة الجيش، مطالبين باعادة جثامين "الشهداء"، في اول تحرك حاشد.
ويقول سالم خلة منسق عام الحملة الوطنية لوكالة فرانس برس ان اسرائيل تهدف من وراء احتجاز الجثامين الى "ردع الشباب والفتيات عن اعمال المقاومة وتعتقد ان اعادتهم وتشييعهم في جنازات جماهيرية يشجع على اعمال المقاومة".
وحتى دون اعادة الجثامين، تقوم العائلات الفلسطينية بنصب خيم عزاء تستمر لثلاثة ايام او اكثر حيث يأتي الاقارب والاصدقاء لتقديم تعازيهم، ولكن هذا غير كاف للعائلات، بحسب اخي شاب قتل الاثنين خلال اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي.
وتقوم سياسة اسرائيل على مصادرة جثث الفلسطينيين الذين يقتلون عند تنفيذ هجمات وطبقت ذلك خاصة على منفذي الهجمات الانتحارية خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005). وتحتجز الدولة العبرية حاليا بحسب الحملة الوطنية 242 جثمانا بالاضافة الى 25 اخرين قتلوا الشهر الماضي.
ونجحت الحملة في استعادة 130 جثمانا منذ تأسيسها في عام 2008، بحسب خلة.
ويقول مسؤولون وناشطون فلسطينيون ان اسرائيل تدفن الجثامين في "مقابر الارقام" التي لا تكشف عن مواقعها.
من جهة اخرى، ينظر القضاء الاسرائيلي الخميس في اجراء عقابي اخر وهو هدم منازل منفذي الهجمات الذي يعد اسلوبا للعقاب الجماعي.
وستنظر المحكمة العليا الاسرائيلية في 9 التماسات ضد هدم المنازل.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امر بتسريع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين اوائل هذا الشهر.
وقام نتانياهو ايضا بمنع اعضاء البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) ووزراء من دخول باحات المسجد الاقصى في وقت سابق من هذا الشهر لتخفيف حدة التوتر.
وعلى الرغم من المنع، دخل العضو العربي المسيحي باسل غطاس الى المسجد الاقصى الاربعاء ما اثار غضب المسؤولين الاسرائيليين الذين اعتبروا الزيارة تحريضاً على العنف.
وقال باسل غطاس لوكالة فرانس برس "الهدف من الزيارة كان كسر قرار نتانياهو بمنع اعضاء الكنيست العرب والقول انه ليست له سلطة على االمسجد الاقصى ومدينة القدس المحتلة".
وتكتسي زيارة غطاس للاقصى طابعا رمزيا كونه مسيحيا. وهو نائب عن حزب التجمع "في القائمة العربية المشتركة التي يمثلها 13 نائبا من اصل 120 في البرلمان الاسرائيلي.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
واندلعت اشتباكات في الاعياد اليهودية الشهر الماضي مع تزايد زيارات اليهود للحرم القدسي الذي يسميه اليهود جبل الهيكل، ما زاد من مخاوف الفلسطينيين من محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك الا في اوقات محددة ومن دون الصلاة فيه.
من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء في جنيف المجتمع الدولي الى وضع نظام حماية دولية بصورة عاجلة للشعب الفلسطيني.
واتهم عباس اسرائيل ب "تنفيذ اعدامات ميدانية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل واحتجاز جثامينهم بما فيهم الاطفال".