الرياض - العرب اليوم
أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود، أن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة جميلة تستعاد من خلالها ذكرى غالية على النفوس، بعد أن توحد هذا الكيان العظيم على يد المؤسس لهذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه.
ولفت سموه أن بلادنا تشهد نهضة تنموية شاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ورعاهما، مؤكدًا أن ما تشهده بلادنا حاليًا من نهضة تنموية وحراك سريع وقوي يدل على حرص القيادة على كل ما من شأنه العمل على الانتقال بوطننا الغالي إلى مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات.
وتطرق الأمير فيصل بن خالد إلى الحرب على الفساد، مؤكدًا أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حريصان كل الحرص على القضاء على الفساد وعدم السماح بوجود هذا الداء في الوطن، لأن الفساد من المؤثرات السلبية على التنمية الوطنية.
جاء ذلك في حوار صحفي فيما يلي تفاصيله:
*س- سمو الأمير .. تحتفل المملكة باليوم الوطني ..كيف ينظر سموكم إلى هذه المناسبة؟*
ج- دعني أعود إلى قبل دخول الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه إلى الرياض، ماذا كان يحدث في تلك الفترة؟ الخوف والجوع، التنازع والفتن، التفكك والاختلاف، الظلم وغياب العدالة، حيث كانت البلاد عبارة عن قطاعات قبلية، السيادة فيها للقوة والسي، القوي يغلب الضعيف، يسود فيها التنمر، وتضيع معها الأمانة، ومع تلك الأحداث،, كان الناس يدعون لمن ينقذهم من هذا الأمر، ويبسط الأمن والأمان فقيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي ركب حصانه، وحمل سيفه، وقرر أن يدخل الرياض، دخل الرياض فاتحاً، فأعاد الأمن والأمان ونثر الاستقرار بعد العناء، استطاع الملك المؤسس أن يبسط نور فجر جديد، نور محمل بالعزيمة والإصرار، نور شع منه تباشير الراحة والاستبشار.
فتح الرياض لم يتوقف عند هذا الحد، فالملك المؤسس عزم على نشر الأمن والاستقرار، والقضاء على الخوف والرعب والجوع، وانطلقت المسيرة من الرياض، لتعم الفرحة البلاد من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وتولدت الفكرة لدى الشعب بالعمل على توحيد مسمى هذا الكيان العظيم، تحت اسم المملكة العربية السعودية، وتوجت الفكرة باعتمادها في عام 1351 لتنطلق مسيرة البناء والنماء منذ ذلك التاريخ وبلادنا تشهد التطور في شتى المجالات حتى أصبحت مضرب مثل في هذا الإطار، حيث يولي قادة البلاد من عهد المؤسس مروراً بأبنائه وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الاهتمام الكبير بالمواطن، وتحقيق الإنجازات تلو الإنجازات على كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
ومن هذا الأمر يجدد الشعب السعودي إحياء ذكرى هذه المناسبة الغالية في كل عام، يجدد فيها المواطنون والمواطنات الولاء والانتماء، فيما تواصل القيادة الرشيدة مسيرة التنمية والعطاء الإنساني والاقتصادي والتنموي الذي يفيض على الوطن والمواطن، في تلاحم تاريخي بين القيادة والشعب الذي لا يمكن أن نجد له مثيلاً بين الشعوب وقادتها.
*س- صاحب السمو.. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ,يوليان الوطن والمواطن كل الاهتمام والرعاية، حدثنا عن هذا الأمر؟*
ج-حقيقة أننا نحتاج إلى مجلدات للحديث عن هذا الأمر، فالملك وسمو ولي عهده الأمين همهما وشغلهما الشاغل العمل على راحة المواطنين وتلمس احتياجاتهم، والعمل على كل ما من شأنه خدمتهم , كما أن التوجيهات المستمرة للمسؤولين منهما حفظهما الله تقضي بضرورة العمل على كل ما من شأنه تسخير الإمكانات والخدمات لخدمة المواطنين عبر جميع الوزارات، كما أن سؤال القيادة مستمر عن سير العمل في المناطق والمحافظات والتأكد من ما يقدم من خدمات من خلال الاتصال المباشر واليومي مع أ المناطق، لذلك فالقيادة الرشيدة تعمل ليلنهار من اجل الوطن والمواطن، وبدون أدنى شك فإن التوجيهات السديدة انعكست بالإيجاب على تسريع وتيرة المشاريع والارتقاء بالخدمات في جميع المناطق بدون استثناء، وهناك حرص على الاستمرار في هذه الوتيرة المتسارعة والمتميزة التي تؤكد الحرص على رفع كفاءة التشغيل لإنجاز المشاريع في أوقاتها المحددة، كما أن التوجيهات أسهمت أيضًا في الارتقاء بأعمال القطاعات الحكومية من أجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين في مجالات الخدمة المتنوعة .
*س - مشاريع عملاقة وتطوير للأنظمة وتحوّل إيجابي كبير في الخدمات حدث في السنوات الأخيرة.. هل من كلمة عن هذا الأمر؟
ج- بلا شك العالم أجمع يشاهد التطوّر الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وهنا يجب أن نشيد ونرفع الشكر لمهندس رؤية المملكة 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ، يبذل جهودًا كبيرة سواء على الصعيد السياسي أو التنموي لخدمة الدين ثم الوطن والمواطنين.
الأمير محمد بن سلمان من الشخصيات القيادية النادرة، وأحدث تحولاً إيجابياً كبيراً على كافة الأصعدة، يحظى بمحبة كبيرة من الشعب السعودي ولا يكرهه إلا الأعداء والحاقدين.
هي فرصة لكي نرفع لسموه الشكر والتقدير لجهوده الكبيرة والمميزة التي يقوم بها لتعزيز مسيرة التنمية والتطور بالمملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتقديرًا لجهوده المباركة لخدمة الإسلام والعناية بالحرمين الشريفين والحجّاج والمعتمرين.
*س- سمو الأمير.. الحرب على الفساد مستمرة بدون أي استثناءات لكائن من كان ..لو تسلطون سموكم الضوء على هذا الأمر؟
ج-ولاة الأمر حفظهم الله أدركوا خطورة الفساد على التنمية، وبالتالي كانت الحرب القوية على هذا الوباء الخطير، الحرب على الفساد لم تستثن أحدًا، فالتوجيهات كانت صريحة من القيادة الرشيدة، فلا مجال لكائن من كان أن يفلت من الفساد، وبدون شك فإن الاستمرار في الحرب على الفساد يؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله على محاربة كل عمليات الفساد بمختلف الصور، وكان آخر هذا الاهتمام ما صدر مؤخرًا عن بتشكيل لجنة إشرافية لمكافحة الفساد برئاسة رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، بحيث تتولى اللجنة اتخاذ جميع الوسائل والآليات اللازمة للقضاء على الفساد المالي والإداري، وتحقيق النزاهة، وسرعة البت في قضايا الفساد، لذلك فإن أي محاولة فساد مالي أو إداري ستتم مواجهتها بكل قوة وفقًا لتوجيهات وتعليمات ولاة الأمر حفظهم الله. فالفساد أمرخطير ومدمر، لذلك سعت المملكة إلى محاربته، وتعديل الأنظمة والتعليمات التي تجعل من الوطن خالياً من أي محاولات تهدف إلى نشرالفساد .
*س- ما هو تعليقكم على الاعتداء التخريبي الذي استهدف معملين تابعين لأرامكو؟
ج- في البداية نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء أو مكروه ويرد عنها كيد الأعداء وحقد الحاقدين، الجميع يعلم أن هذه الاعتداءات الجبانة لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب، إنما تستهدف إمدادات النفط العالمية، وتهدد استقرارالاقتصاد العالمي.
ورغم هذه الاعتداءات إلا أن المملكة وبفضل الله استطاعت السيطرة على آثار هذه الاعتداءات وأعادت الضخ خلال فترة وجيزة، وهذا دليل على الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها شركة أرامكو ووزارة الطاقة للتعامل مع أي حالات طارئة.
هذه الاعتداءات التخريبية تمت باستخدام أسلحة إيرانية وذلك تأكيد بأنها تمثل استمراراً وامتداداً للأعمال العدوانية السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو السعودية باستخدام أسلحة إيرانية.
وأود التأكيد على أن المملكة قادرة على الدفاع عن أراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الاعتداءات.
*س- صاحب السمو. كنت أميرًا لمنطقة عسير لسنوات.. كيف تقيم هذه التجربة؟
ج- دعني أتحدث عن نقطة مهمة قبل أن أتولى إمارة منطقة عسير، فقد كان حظّي أن أعمل نائبًا لرجل نابغة وصاحب فكر وإداري وقيادي من الطراز الأول ، رجل نهلت من خبراته وتوجيهاته وحكمته شيئًا كثيراً، رجل بارع في اتخاذ القرار، بارع في التوجيه، بارع في المتابعة، هذا الرجل هو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، فهو جامعة على أعلى المستويات في الفكر الإداري والمجتمعي والقيادي، أما تجربتي في إمارة منطقة عسير، فقد تشرفت من قبل ولاة الأمر بأن أكون أميرًا لهذا المنطقة على مدار سنوات، الحمد لله أنني راض كل الرضا عن ما قدمته من جهود خلال تلك السنوات. ساعدني في ذلك الرضا، الدعم اللا محدود من حكومتنا الرشيدة لكافة المشاريع الخدمية لتنمية المنطقة، وأيضًا تعاون أصحاب المعالي الوزراء وقيادات المنطقة وأهالي منطقة عسير الذين لهم مني كل الاحترام والتقدير، على حرصهم ودعمهم لي أثناء عملي أميرًا للمنطقة، وفي الحقيقة فأن تجربتي في اإمارة عسير تجربة ثرية بدون شك، وأسأل الله عز وجل أن أكون وفقت في الأمانة التي حملني إياها ولي الأمر، كما أود التأكيد على الدور الكبير والجهود المميزة التي يقوم بها سمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير لخدمة منطقة عسير والعمل على نهضتها وتطوير الخدمات فيها سائلًا المولى عز وجل أن يكتب له التوفيق.
*س- سمو الأمير ..هل من كلمة أخيرة للقراء؟
ج-ما نشاهده في احتفالات اليوم الوطني من تفاعل كبير من أبناء وبنات هذا الوطن الغالي، يؤكد الانتماء الكبير لهذا الوطن المعطاء، يؤكد أن حب الوطن راسخ في القلوب ، يؤكد أن أبناء وبنات الوطن يتغنون بوطنهم بكل اعتزاز، يؤكد أن أبناء وبنات الوطن فوق هام السحب، نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وأفراحها ..
قد يهمك أيضًا
مستشار خادم الحرمين الشريفين يطالب بتفعيل العلم والاجتهاد وتعزيز الصناعة
خادم الحرمين الشريفين يؤكد أن السعودية قادرة على التعامل مع آثار الهجوم على منشآت النفط