وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي

قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن الموقف الأردني بشأن القدس ليس آنيا، بل هو عمل دائم يقوم به الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يبذل كل جهد ممكن لدعم القدس ودعم صمود المقدسيين على أرضهم، ومحاصرة تداعيات القرار الأميركي . وأضاف في مقابلة مع برنامج ستون دقيقة الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الجمعة الجمعة، أن جلالة الملك هو الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وقام بتحركات فاعلة على الصعد كافة للحد من أي تبعات للقرار الأميركي، بصفته انه قرار غير قانوني ويتناقض مع الشرعية الدولية.

وقال اننا نعمل بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية والدول العربية والاسلامية لتجسيد موقف عالمي ثابت وموحد لرفض تغيير هوية القدس والحقائق الموجودة على الأرض، وأي محاولات لتغييرها باطلة ولاغية وغير قانونية.

وحول القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس، رفضا لقرار الادارة الاميركية الاحادي باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة اليها، قال الصفدي "قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة لكننا نتحدث عن فعل سياسي واضافة رصيد قانوني، والقرار بالاغلبية التي صدر بها رسالة سياسية صريحة وقوية من المجتمع الدولي".

وأشار الى أن الفيتو الأميركي في مجلس الأمن مقابل 14 دولة، كان متوقعا فالولايات المتحدة الأميركية هي صاحبة القرار بنقل سفارتها الى القدس، وهو قرار اتخذته رغم معارضة الغالبية العظمى من دول العالم، وشكل استفزازا كبيرا لمشاعر العرب والمسلمين.

وأضاف الصفدي أن الموقف الأردني والعربي واضح ويرتكز الى المبادرة العربية وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس المحتلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.

وأكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضيىة الفلسطينية، مبينا "أن التطرف يعتاش على الظلم ولا ظلم أكبر من الاحتلال ورؤيته يتمدد".

وقال "نوظف كل أدوات السياسة الخارجية الأردنية الى جانب مكانة جلالة الملك لدعم الحق الفلسطيني ونريد التوصل لحل ينصف الشعب الفلسطيني الشقيق ومواجهة حالة اللاأفق والانسداد السياسي"، لافتا الى أن السلام الذي نطلبه هو السلام الذي يعيد الحق الفلسطيني ويحافظ عليه.

واوضح أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد بناء على طلب الأردن، عبّر بوضوح عن الرفض للقرار الاميركي وتداعياته، مشيرا الى أن المرحلة القادمة ستكون أكثر صعوبة، وسيتم العمل بجهد أكبر وبتنسيق مطلق وكامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية والدول العربية.

وأضاف ان العمل في المرحلة المقبلة سيتركز على استمرار بذل كل الجهود الممكنة عربيا واسلاميا وفق استراتيجية واضحة للحد من تبعات قرار الرئيس الامريكي السلبية، مشيرا الى ان اللجنة الوزارية العربية ستعقد قريبا اجتماعا لدراسة الخطوات المقبلة وبلورة خارطة طريق للتحرك دوليا، بما يجدد التاكيد على أن القدس أرض محتلة وهي من قضايا الحل النهائي التي تحل
ويحسم مصيرها عبر مفاوضات مباشرة استنادا الى القرارات ذات الصلة، ورفض كل ما يستهدف تغييرهويتها العربية الاسلامية والمسيحية.

واكد الصفدي اهمية الاستمرار بالعمل مع الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي للخروج من مرحلة الانسداد السياسي، لتفادي الوصول الى حالة فقدان الامل واليأس الذي يهدد المنطقة واستقرارها، لافتا الى ان ما حدث في مجلس الامن وفي الجمعية العامة للامم المتحدة كشف عن موقف عالمي يرفض القرار الامريكي ويساند عملية السلام على اساس حل الدولتين وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.

وقال الصفدي أن الأردن بذل ويواصل بذل جهوده على المستويات كافة لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين وحماية القدس والمقدسات وننسق عربيا ومع المجتمع الدولي وخصوصا أوروبا حيث قام جلالة الملك بزيارات واتصالات واسعة مع القادة الأوروبيين، كما أشارت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني الى أنها ستعمل مع الأردن بشكل واضح لتحقيق السلام الذي يؤيده العرب والمجتمع الدولي والذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويستند الى حل الدولتين وأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين.

وأضاف أن القدس توحد وتجمع، وعلى المستوى الاسلامي كان هناك جهد في القمة الاسلامية في تركيا، والرسالة الأردنية تتمثل في أن القدس فوق السياسة وفوق الخلافات ويتعين تكاتف كل الجهود الممكنة للحد من تبعات القرار الأميركي.

واشار الصفدي الى ما يقوم به الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وبشكل يومي لدعم المقدسيين وتعزيز صمودهم، داعيا الى الاسراع بتفعيل صندوق القدس الذي اقرته الجامعة العربية وضخ الموارد اليه للمحافظة على الوجود العربي في القدس ومواجهة الحملات التي تستهدف تغيير واقعها الديموغرافي،لافتا الى أهمية تعزيز الدور الاعلامي لشرح كل القضايا المتعلقة بالقدس من خلال بلورة الجامعة العربية قريبا خطة عربية للتحرك دوليا.