حسان دياب

شهدت العديد من الشوارع والطرق الرئيسية في لبنان، لاسيما في العاصمة بيروت، توترا واضطرابا كبيرا وأعمال قطع للطرق بصورة واسعة اعتراضا على تكليف الدكتور حسان دياب لرئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة، في حين دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري جميع أنصاره إلى عدم النزول إلى الشارع أو قطع الطرق.

واستخدم المحتجون العوائق وصناديق النفايات والإطارات المشتعلة لقطع الأوتوسترادات وطرق السفر الدولية والشوارع الرئيسية، في حين ازدادت أعداد المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح ومناطق متفرقة من وسط بيروت، دون أن تقع أو تُسجل حتى الآن أعمال عنف أو شغب أو مصادمات.

وطالب سعد الحريري في تصريح مساء اليوم الخميس، جميع أنصاره وداعميه برفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرق، مشددا على أن الهدوء والمسئولية الوطنية تمثل أولوية في الوقت الحالي، وأن الأزمة التي يواجهها لبنان تتسم بالخطورة الشديدة ولا تتحمل أي تلاعب في الاستقرار.

وكانت تجمعات المتظاهرين قد بدأت في النزول إلى الشوارع للاحتجاج والاعتراض على تسمية "دياب" لموقع رئاسة الحكومة، معتبرين أنه تم تسميته بمعرفة "وزير الخارجية جبران باسيل وحزب الله وإيران" على حد تعبيرهم، بالمخالفة لإرادة الغالبية العظمى من أبناء الطائفة السُنّية في لبنان.

كما تجمع المتظاهرون أمام منزل رئيس الحكومة المكلف في منطقة (تلة الخياط) ببيروت، ورددوا هتافات مناهضة له، وسط تواجد أمني وعسكري مكثف لمنع حدوث أية احتكاكات أو مصادمات.

وأشار عدد من المتظاهرين إلى أنهم ليست لديهم مشكلة مع شخص الدكتور حسان دياب، وإنما الطريقة والمسار الذي اختير بمقتضاه، معتبرين أنه جرى فرضه بالقوة من قبل وزير الخارجية وحزب الله على الطائفة السُنّية وأبنائها، مستشهدين على صحة قولهم بأنه لم يجر اختياره سوى من 6 نواب سُنّة فقط، في ظل امتناع بقية نواب الطائفة عن تسميته خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي أجريت اليوم لتسمية رئيس الوزراء الجديد.

من جانبهم، أكد محتجون آخرون في مناطق متعددة أن رفضهم تولي حسان دياب لرئاسة الحكومة، ليس لأسباب طائفية، حيث اعتبروا إنه يمثل الطريقة التي انتفض ضدها الشعب اللبناني منذ 17 أكتوبر الماضي والمتمثلة في تقاسم السلطة بين القوى والأحزاب والتيارات السياسية القائمة في البلاد.

وكان 69 عضوا بمجلس النواب اللبناني قد اختاروا اليوم وزير التربية والتعليم العالي الأسبق الدكتور حسان دياب، لمنصب رئيس الحكومة الجديدة المرتقبة.

وحصد "دياب" وهو أستاذ بالجامعة الأمريكية في بيروت، أصوات الكتل النيابية لكل من حزب الله، وتيار المردة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر وحلفاؤه، إلى جانب نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، ونائب واحد مستقل.

قد يهمك أيضا:

لقاء بين بري وسعد الحريري يسعى إلى خرق الجمود السياسي في لبنان

المصارف اللبنانية تبتزّ عملاءها لشراء العقارات مقابل تحرير ودائعهم المالية