جوبا ـ العرب اليوم
تواجه حكومة جنوب السودان الهشة واتفاق السلام الذي كان سببا في تشكيلها مخاطر بسبب خلاف بين رئيس البلاد ونائبه حول كيفية تقاسم الولايات الإقليمية بينهما. وأنهى جنوب السودان في عام 2018 خمسة أعوام من الحرب الأهلية إلا أن الصراع بين الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار، اللذان قادا طرفي الحرب، وقف عائقا أمام استكمال عملية السلام. ويختلف الاثنان حول من سيدير ولايات البلاد والطريقة التي يجري من خلالها دمج القوات المقاتلة المختلفة.
وأعلن مكتب كير يوم الخميس أن قيادة ست من الولايات العشر ستنضم إليه، وستخضع ثلاث ولايات منها لسيطرة مشار، في حين ستكون ولاية واحدة تابعة لتحالف لا يقع تحت سيطرة أي من الرجلين. إلا أن مشار قال في بيان نشر يوم الجمعة إن هذا ”التوزيع للولايات ... يخص الرئيس وليس قرارا اتُخذ بالتوافق“. وأضاف أن القرار ”لا يأخذ في الاعتبار الهيمنة النسبية لكل طرف من الأطراف على كل ولاية أو مقاطعة“. ولم يرد أتيني ويك أتيني المتحدث باسم كير على طلبات للتعقيب. وقال آلان بوزويل الباحث في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل إن ”الخلاف بين كير ومشار يهدد المكاسب التي جرى تحقيقها حتى الآن لتحقيق سلام دائم“.
وأوضح في بيان ”تواجه حكومة الوحدة الجديدة في جنوب السودان أكبر أزماتها حتى الآن، مع تعثر المفاوضات حول طريقة تقاسم السلطة داخل الولاية وبين الحكومات المحلية على مستوى البلاد“. وأضاف ”رغم انشغال شركاء جنوب السودان الدوليين بمكافحة وباء كوفيد-19، إلا أن من المهم للزعماء الإقليميين أن يتخذوا خطوات سريعة حتى لا يتفاقم هذا النزاع على السلطة“. وأدت الحرب الأهلية في جنوب السودان إلى مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف شخص وتسببت في مجاعة وأحدثت أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994 .ولم تصمد اتفاقات سابقة للسلام في جنوب السودان إلا لشهور قبل أن يندلع القتال بين الأطراف المتناحرة من جديد.
قد يهمك أيضًا
جنوب السودان يقلص عدد ولاياته إلى 10 لاستئناف عملية السلام
رئيس جنوب السودان يوافق على مطلب رئيسي للمعارضة لتجاوز خلافاتهما