المخرجة نرجس آبيار

يدور أول فيلم تخرجه امرأة إيرانية يرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فتاة صغيرة يساعدها خيالها على الهروب من الواقع القاسي في إيران عقب ثورة 1979، إلا أن الفيلم لا يلقى حفاوة من الجميع في إيران. وتظهر ردود الفعل المختلطة تجاه فيلم المخرجة نرجس آبيار "نفس" كيف أن الفن يتقاطع مع السياسة الإيرانية داخليا وخارجيا.

وقد وجَّه متشددون انتقادات للفيلم، ولم يتضح ما إن كانت آبيار وزوجها سوف يتمكنان من الحصول على تأشيرة سفر لحضور حفل الأوسكار في آذار/مارس المقبل أم لا، بالنظر إلى حظر السفر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب. ولا تزال آبيار المخرجة والكتابة البالغة من العمر 47 سنة على ثقة في أن سلطة الفن تجسر الانقسامات الثقافية والسياسية.

وقالت آبيار إن "السينما والفن والثقافة لا تعترف بأي حدود، لكنها في الواقع تقرب الإنسانية والأمم معا". ويدور فيلم "نفس" حول الفتاة "بحر"، المفعمة بالحياة، والتي يعمل على رعايتها وأشقائها والدها المريض بالربو، بمساعدة جدة الأطفال المتدينة. ويتعرض الفيلم للتغيرات السريعة التي ضربت إيران بعد "الثورة"، لاحقا، مع سقوط صواريخ سكود خلال الغزو العراقي لإيران وبدء الحرب التي استمرت ثماني سنوات.

وكان موضوع الفيلم مثيرا للجدل بشكل لم يكن مفاجئا لدى المتشددين الذين يصفون الحرب الإيرانية - العراقية بأوصاف دينية مثل "الدفاع المقدس". ووجهوا انتقادات لآبيار، رغم أن فيلمها الأول "المسار 134" حظي بإشادة من المتشددين لتركيزه على دور الأمهات خلال الحرب الإيرانية العراقية. وقد فاز المخرج الإيراني أصغر فرهادي العام الماضي بثاني جائزة أوسكار عن فيلمه "البائع"، لكنه لم يتمكن من حضور مراسم توزيع الجوائز بسبب قرار الحظر الذي فرضه ترامب.