البدانة كم ارهقت المصابين بها بأزمات نفسية وجسدية خصوصا" انها باتت تشكل مرض العصر نظرا للحياة اليومية الضاغطة التي تتطلب تناول وجبات سريعة مشبعة بالدهون وغيرها من الاسباب الصحية التي تضاعف فرص الاصابة بداء البدانة اذا صح القول ..و هنا المأزق الكبير الذي يقع فيه المصاب عندما يلجأ الى الحمية من دون نتيجة حيث تتوجه الانظار باللجوء الى العمليات الجراحية للمعدة في مختلف انواعها و لكن المشكلة هنا تكمن في بعض الاحيان فشل هكذا نوع من العمليات حيث يقع المريض في ازمة صحية جديدة الا و هي مضاعفات العملية .و عندما سألنا عن السبب فسّرها الاطباء الاختصاصيين بانه و يا للأسف عدد مهم من ضحايا عمليات تصغير المعدة اجريت على يد اطباء غير اختصاصيين في هذا المضمار و دفع المريض ثمنها من مضاعفات سلبية على صحته . و هنا يبقى السؤال البارز : من يراقب فوضى عمليات تصغير المعدة التي قد تكون قاتلة في بعض الاحيان؟ البدانة لا ترحم انها موضة العصر ام ضرورة صحية ؟ لان ما يحصل في لبنان عشرات آلاف من عمليات تصغير المعدة كل سنة منها ما تكون ناجحة و منها ما تترك مضاعفات سلبية على صحة المريض وفق حالته الصحية ، وفي هذا المضمار يعتبرها العديد من الاختصاصيين حلاً فعالاً لمشكلة البدانة المتزايدة. لكن على ماذا تنطوي فعلاً هذه الجراحة، وما هي فوائدها وتأثيراتها الجانبية؟ في هذا السياق اعتبر الاختصاصي في الجهاز الهضمي الدكتور جوزف شريم :" ان الحل الوحيد والأخير يبقى للأشخاص المفرطين في السمنة هو عملية تضييق المعدة لكن مع الكثير من الحذر والانتباه بسبب التعقيدات الصحية التي تحدث بعد هذه العملية والتي توجب متابعة طبية لوقت طويل. لهذا لا ينبغي التفكير في عملية تضييق المعدة إلا في الحالات التي تتعرض فيها حياة الأشخاص للخطر بسبب السمنة. فهناك 16% من مرضى جراحات التخسيس يعانون من تلف في الأعصاب وبشكل خاص الذين أجروا جراحات في المعدة للتخسيس فقد أصيبوا بأضرار كبيرة في الأعصاب كالإحساس بالألم والتنميل في أطرافهم وذلك بعد إجرائهم العملية. وأيضاً يمكن أن يتطور الألم ويصبح شديداً ويؤدي بالمرضى إلى الشلل." سوء التغذية و تابع الدكتور شرّيم قائلا ":"ان المرضى الذين خضعوا لبرامج تغذية قبل وبعد إجراء جراحة إنقاص الوزن لم يعانوا بشكل عام من أي مشكلات على عكس المرضى الذين لم يخضعوا لأي برامج تغذية فقد كانوا أكثر تعرضاً للخطر كما كانوا يعانون من نوبات طويلة من الغثيان والقيء مثلما يحدث للأشخاص الذين يفقدون أوزانهم بصورة سريعة ومفاجئة. ويفسر الضرر الذي يحدث بعد إجراء عمليات التخسيس بأنه يكون نتيجة لسوء التغذية لأن الجسم لا يستطيع امتصاص المواد المغذية بشكل جيد بعد إجراء العملية وهذا لا يعني أن يمتنع الناس عن إجراء هذه العملية لأنه يمكن تفادي المشكلة بإتباع نظام غذائي مناسب. كما لا بد أن يعلم الأشخاص المقبلون على مثل هذه العمليات الأعراض الجانبية لهذه الجراحات ليدركوا التعقيدات المحتملة المحيطة بهذه العملية وضرورة وجود متابعة طبية جيدة طويلة الأمد بعد العملية." شروط صحية لا بدّ منها الجدير ذكره الى ان عملية تصغير المعدة تقرر في حال زاد مؤشر البدانة (BMI) عن 40، أو إذا كان يتراوح بين 35 و40 وكان المريض يعاني ضغط دم مرتفعاً أو السكري أو كوليسترول و تريغليسيريد أو شخيراً أو وجعاً في المفاصل أو ارتداداً معوياً، تصبح العملية مجدية، ويكون خطرها أقل من عدمه. و أن أكثر العمليات فاعلية هي عملية تحويل مجرى المعدة، وتتراوح نسبة نجاحها على المدى البعيد بين85 و90%، بينما تنقص نحو 35% من إجمالي الوزن. اذ ان عملية تصغير المعدة تنجح بنسبة 60ـــــ70% وتنقص 27% من الوزن، أما عملية الحلقة، فهي الأقل فاعلية حيث تصل نسبة نجاحها إلى 50% وتزيل 22% من الوزن. و على من يودّ الخضوع لعمليات من هذا النوع أن يكون بالغاً، ولا يعاني أمراضاً مزمنة تحول دون إجرائها. كذلك، يجب التحقق من أن زيادة الوزن في حالة من يود الخضوع للعملية ليست ناجمة عن اضطرابات نفسية أو تغيّر في الهورمونات. مع الاشارة الى انه بعد العملية حسب رأي الدكتور جوزف شرّيم :" يخسر الجسم أكبر نسبة من الوزن خلال الأشهر الستة الأولى، وتستمر بعدها لسنتين، لكن بوتيرة أقل. مما يجب على المريض أن يتبع نظاماً غذائياً معيناً بعد العملية يرتكز على السوائل في أول أسبوعين، ومن ثم على الطعام المطحون لمدة عشرة أيام، إلى أن يعاود المريض بعد انقضاء أربعة أسابيع تقريباً الأكل بطريقة شبه طبيعية، لكن على أساس حمية غذائية يحددها الطبيب. من جهة اخرى لا يقدم الطبيب على إجراء أي من هذه العمليات إلا بعد التأكد من أن المريض حاول إنقاص وزنه، ولو مرّة واحدة، لدى طبيب أو اختصاصي تغذية، وبمساعدة المتمات الغذائية أيضاً، «ليكون آخر الدواء الكيّ».ولهذه العمليات آثار جانبية بالطبع، كما في أي عملية جراحية عادية ومن بينها، على المدى البعيد، عقدة المصران، ونقص في الحديد، وفقر في الدم، وغيرها. مع التذكير الى ان عملية الحلقة هي الأقل خطورة من بين الأنواع الثلاثة، ولا تتعدى نسبة الخطورة في كل العمليات 0.5%. " نقابة الاطباء والاخطاء الطبية في هذا المضمار اكدّ لنا نقيب الاطباء الدكتور شرف ابو شرف :"بان مثل هذه العمليات اي تصغير المعدة هي دقيقة للغاية نظرا" للحالات الصحية التي تصيب المريض قبلها و بعدها فمنها من تنجح و منها قد تكون لها مضاعفات خطرة و احيانا قاتلة .و على سبيل المثال لقد تلقينا شكاوتان ناتجتان عن خطأ طبي من جراء عمليات تصغير المعدة و نحن في صدد التحقيق في امرهما كما و انه من بين كل 200 شخص، يمكن أن تسجل حالة وفاة واحدة، وذلك إما لخطأ طبي أو لأسباب ناتجة من مضاعفات صحية مع الافضلية عدم إجراء العملية أكثر من مرة، لأن احتمال الفشل يزيد مع التكرار، وتزيد نسبة الخطورة من أربع إلى خمس مرات. و لهذا يجب التدقيق في الحالة الصحية للمريض قبل اجراء مثل هذه العمليات تجنبا " من الوقوع بالخطأ الطبي و تداعياته الصحية ."