دفعت الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسرة الجزائرية، أمهات إلى الخروج للعمل وكسب القوت، تاركات بذلك أطفالهن لدى المربيات اللاتي وإن استأمن أكثرهن فإن البعض منهن ليست جديرات بحمل مسؤولية صعبة وحساسة كالتكفل بالطفل ورعايته، بل قد يصل بعضهن إلى انتهاج أساليب عنف وإهمال تؤثر سلبا على مستقبل الطفل. انتشرت في مجتمعنا ظاهرة الاستعانة بالمربيات لدى الكثير من العائلات الجزائرية، سواء كانت غنية أم متوسطة الدخل، فظروف العمل ومواعيده اضطرت العديد من الأمهات إلى ترك أطفالهن لدى مربية باتت البديل المتوفر الذي تبقى أمانته نسبية تخضع لبعض الشروط والمقاييس. فبعد أن أصبحت جليسة الأطفال “مهنة من لا مهنة له”، حولت العديد من النساء بيوتهن إلى روضات مصغرة، حيث تقوم المربية بالاهتمام بعدة أطفال في وقت واحد، شرط أن لا يتجاوز عمرهم الخمس والست سنوات. وبرغم الآثار السلبية الكثيرة لهذه الظاهرة، والتي تكون الأمهات على علم ودراية تامة بها، إلا أنهن لا يجدن بديلا عن ترك أطفالهن لدى هؤلاء. انعدام البدائل رفع سهم المربية لا يجبر الأم على التخلي عن تربية أبنائها والعناية بها سوى ظروف المعيشة الحالية، والتي تفرض عليها الخروج للعمل، ليكون أمام هذه الأم خيار واحد هو ترك أولادها لدى الجليسة أو مربية الأطفال، مثلما هو حال لأمية، أم لولدين لا يتجاوزان الرابعة من عمرهما، تقول إن ظروف عملها تحتم عليها الغياب عن البيت والأولاد طيلة اليوم، ما دفعها للبحث عن مربية تقبل الاهتمام بهما مقابل مبلغ مالي نهاية كل شهر، مضيقة أنها كانت دائمة البحث عن أيادي أمينة تعول عليها وتؤمن جانبها في رعاية أطفالها أثناء فترات العمل.. تلك هي المشكلة التي تواجه كل السيدات وتدفع الأمهات إلى وضع برنامج مشترك تواظب عليه كل من الأم والمربية، حتى يكون المستفيد الأكبر في اعتقادها هو الطفل. ومن جهتها تقول السيدة نجية، أن أبناءها قد تعودوا على مربيتهم الخاصة التي لازمتها منذ الأشهر الأولى لولادتهم نتيجة عملها اليومي، لاسيما أنها تفتقر إلى أقارب يخففون عليها الحمل الذي أثقل كاهلها، إضافة إلى عدم وجود روضة أطفال تقبل التكفل بصغار لا يتجاوز سنهم السنة.