برلين ـ د.ب.أ
نجح باحثون في الكشف عن مرض السل في حالات عجز المجهر عن اكتشافه وذلك بواسطة جرذان جرابية عملاقة تعتمد على حاسة الشم القوية لديها في اكتشاف السل، ما يساعد على مكافحة واحد من أكثر الأمراض الخطيرة انتشاراً في شرق إفريقيا. على موقع منظمة "أبوبو" البلجيكية، يظهر كريستوف كوكس رئيس المنظمة وعلى كتفه جرذ جرابي عملاق، وهو نوع من الجرذان إفريقية الأصل. ومنظمة "أبوبو" البلجيكية هي منظمة غير حكومية تتخذ من موروغورو في تنزانيا مقراً لها. وتسعى هذه المنظمة إلى الاستفادة من الجرذان في خدمة المجتمع. ففي تنزانيا وموزمبيق، ينبغي على القوارض المساعدة في الكشف عن حالات الإصابة بمرض السل عبر حاسة الشم القوية لديها، إذ تتميز كثير من مسببات الأمراض برائحة معينة، الأمر الذي دفع العاملين في منظمة "أبوبو" لاستغلال هذه الميزة وتدريب الجرذان للكشف عن مرض السل المعدي والقاتل. ويؤكد كوكس: "الجرذان حيوانات ليلية وضعف البصر يدفعها إلى الاعتماد على حاسة الشم كثيراً فهي تقوم بإخفاء طعامها تحت التراب وتستطيع الكشف عنه ثانية بواسطة حاسة الشم القوية لديها". وبحسب منظمة الصحة العالمية، يصاب تسعة ملايين شخص سنوياً بمرض السل. ويعتبر مرض السل والإيدز أهم سببين للوفاة الناتجة عن أمراض معدية، حسبما يؤكد ماريون رافيجيلون، رئيس البرنامج العالمي لمرض السل في منظمة الصحة العالمية. وبالفعل، تمكنت الجرذان من الكشف عن حالة الإصابة بمرض السل سريعاً عندما قام الباحثون في منظمة "أبوبو" بوضع عينتين من اللعاب أمامهم، إحدهما لمريض مصاب بالسل والأخرى لشخص سليم. هذا دفع الباحثين في جامعة سوكينيه التنزانية إلى إجراء المزيد من الأبحاث. وبعد خمس سنوات، نجح الباحثون في إثبات قدرة الجرذان على اكتشاف مرض السل بشكل سريع جداً يفوق سرعة البشر. وبحسب كوكس، فإن الكشف عن الإصابة بالسل هو أمر مرهق وشاق، لذا لا يمكن اختبار أكثر من 25 عينة يومياً بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية. أما الجرذان فيمكنهم إنجاز العمل الشاق خلال سبع دقائق فقط. ومن جهة آخر، يعد الكشف عن مسببات مرض السل بالعين البشرية أمراً صعباً، فبحسب رافيجليون، الخبير لدى منظمة الصحة العالمية، فإن المجهر لا يمكنه الكشف سوى عن 50 في المئة من حالات الإصابة بالسل، ما دفع الباحثين إلى الاعتماد على الجرذان لكشف الحالات التي لا يمكن للمجهر رؤيتها، إذ يتم إرسال جميع العينات التي تم فحصها بالمجهر ولم تظهر إصابتها بالسل للتأكد من نتائج الفحص بمساعدة الجرذان، وهذا بدوره يساعد على الحد من انتشار المرض. وتؤكد منظمة الصحة العالمية على ضرورة حصول جميع مرضى السل على خدمات التشخيص الجيدة وخدمات العلاج وخاصة في المناطق النائية لخفض عدد وفيات مرض السل في العالم.