فيروس كورونا

بعد أشهر من الأرقام المفزعة بشأن حصيلة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد، بدأت بيانات تدعو للتفاؤل، بالظهور شيئا فشيئا في العديد من دول العالم. وفي ولاية نيويورك الأميركية، بؤرة تفشي وباء "كوفيد-19" في الولايات المتحدة، أعلن حاكم الولاية أندرو كومو، الأحد، أن الفيروس "بدأ مرحلة التراجع". وقال كومو، خلال مؤتمر صحفي: "لقد تجاوزنا نقطة الذروة، وكل المؤشرات في هذه المرحلة تدل على أننا بتنا في مسار انحداري لمنحنى فيروس كورونا في الولاية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "مواصلة المسار الانحداري تتوقف على ما نفعله". وسجلت الولاية، خلال الـ 24 ساعة الماضية، 507 وفيات جديدة بالفيروس و1384 إصابة جديدة. ورغم التراجع المسجل، فإن المسؤولين لا يزالون يحذرون من أن نيويورك "غير مستعدة للتخفيف من إغلاق المدارس والشركات والتجمعات". وفي إسبانيا، ثاني  أكثر بلد تضررا من كورونا بعد الولايات المتحدة، فإنه تم تسجيل أدنى حصيلة وفيات يومية منذ 4 أسابيع. والأحد، سجلت إسبانيا 410 وفيات بكورونا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، مقابل 565 وفاة السبت. وقال مدير مركز الطوارئ الصحية فرناندو سيمون: "إنها المرة الأولى التي نسجل فيها أقل من 500 وفاة منذ أن بدأت الوفيات اليومية بالارتفاع".

وهذه الحصيلة اليومية هي الأدنى منذ 22 مارس، في البلد الاكثر تضررا بالوباء في العالم بعد الولايات المتحدة. وأوضح المسؤول أنه "من ناحية الوفيات والاستشفاء والنقل إلى العناية المركزة، فإن البيانات تواصل الانحدار، مما يؤكد بوضوح أن انتقال المرض قد تراجع بشكل كبير"، معتبرا أن هذا الرقم "يدفع إلى الأمل"، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. وتعتقد السلطات الصحية أن إسبانيا بلغت ذروة تفشي الوباء في 2 أبريل، حين أحصت 950 وفاة في يوم واحد، لكنها غير مستعدة بعد للتوصية برفع تدابير العزل، التي تعتبر من الأكثر تشددا في أوروبا.
 
أما في كندا، فقد أكد رئيس الوزراء جاستن ترودو أن "عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا في البلاد، يظهر أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح"، بحسب رويترز. وتعد هذه التصريحات من بين الأكثر تفاؤلا من جانب ترودو منذ بداية الأزمة في مارس. وارتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين قتلهم فيروس كورونا في كندا، بنسبة تقل قليلا عن 12 في المئة في يوم واحد، وبلغ 1506، بينما ارتفع إجمالي عدد المصابين إلى 33922 شخصا، بحسب بيانات وكالة الصحة العامة، الأحد. وكان إجمالي عدد المتوفين حتى السبت 1346، وإجمالي عدد المصابين بالفيروس 32412 شخصا.

وقال ترودو: "كل هذه الإجراءات التي اتخذناها، هدفها مساعدتكم على فعل الأشياء التي ستجعلنا نجتاز الأزمة. وهي تؤتي ثمارها.. نحن نرى الأعداد تسير في الاتجاه الصحيح، وبالتالي نحتاج إلى الاستمرار في فعل ما نقوم به". وشدد ترودو في الوقت نفسه، على أن "الناس يحتاجون إلى معرفة أنه (الاقتصاد) لن يفتح فجأة في أي جزء من البلاد بين عشية وضحاها ويعود لما كان عليه. سيتعين علينا أن نكون حذرين جدا جدا ومتدرجين جدا". وفي الشرق الأوسط، بدأ الأردن تخفيف إجراءات الحظر في المدينة، والسماح لبعض القطاعات التجارية بالعمل وفق ضوابط صارمة، مع الاستمرار في تعطيل المدارس والجامعات والمؤسسات العامة والمقاهي .

ويتزامن هذا مع عزل وإغلاق مدينة العقبة الساحلية على البحر الأحمر عن بقية محافظات الأردن، ومنع الخروج منها أو الدخول إليها إلا بتصاريح خاصة، وفق ما أفاد مراسلنا في عمّان. وسيسمح لأهالي العقبة باستخدام سياراتهم خلال ساعات رفع حظر التجوال، الممتدة من العاشرة صباحا إلى السادسة مساء. وأكدت الحكومة الأردنية أنها ستعمل أيضا على عزل وإغلاق محافظات في الجنوب ومنع الدخول إليها أو الخروج منها، وذلك استعدادا لتخفيف إجراءات الحظر فيها، ولعودة الحياة فيها بالتدرج إلى طبيعتها والمحافظات المستهدفة هي التي لم تسجل إصابات بفيروس كورونا.
 
إغلاقات جديدة وقلق مرتفع، تشهده مدينة هاربين الصينية، بعد تفشي حالات جديدة للإصابة بفيروس كورونا الجديد، يثير القلق لقدوم "موجة كورونا جديدة" في الصين. وبدأت الحالات المتزايدة في هاربين بدق ناقوص الخطر في الصين، التي لم تسجل أي حالات إصابة لأسابيع، منذ منتصف مارس. وشرعت الصين في تسجيل ارتفا في حالات الإصابة، وخاصة في مقاطعة هيلونغجيانغ المجاورة لروسيا، وعاصمتها هاربين، وفقا لموقع "فاينانشال تايمز". وقال خبير الصحة العالمية في مجلس العلاقات الدولية، هوانغ يانزهونغ، إن "هجوم كورونا بموجة جديدة قد يأتي بطريقة لا تتوقعها السلطات". وقالت مقاطعة هيلونغجيانغ أنها تعالج 61 حالة حيوية من المصابين "بكوفيد 19"، من بينها 54 حالة في هاربين.

وبحلول يوم الأحد، كشفت الصين عن 1041 حالة نشطة إجمالا، معظمها لمصابين من الخارج. وقالت السلطات أن طالبة صينية عادت لهاربين من الولايات المتحدة، أعدت 40 شخصا وأصابتهم بكوفيد 19.  وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن فيروس كورونا تفشى عبر مجتمع الطلاب في الصين، كما أن الطالبة نقلت العدوى إلى جارتها التي تبلغ من العمر 87، والتي نقلت للمستشفى، ثم نقلت العدوى بدورها إلى 26 شخصا إضافيين. وتسبب انتشار العدوى في هاربين إلى عدد من الإجراءات في المدينة، حيث تجمع السكان في طوابير طويلة خارج المستشفيات الرئيسية لإجراء الفحوصات،  بينما وضعت أماكن عامة تحت الإغلاق.

ومنحت الحكومة الصينية 18 مسؤولا صينيا في هاربين، "نقاط سوداء"، يوم السبت، بسبب تقصيرهم في منع انتشار الفيروس في المدينة. وشهدت مستشفيات هيلونغجيانغ ضغطا هائلا بسبب مئات الحالات لمواطنين مصابين قادمين للمدينة من الخارج، وخاصة من سيبيريا عبر بلدة سويفينه الحدودية، التي سجلت حتى الآن 400 حالة إصابة. وبهذا التدفق الخارجي، أصبحت روسيا أكبر "مورد" لكورونا إلى الصين، خاصة مع ارتفاع الحالات في روسيا بمدة قياسية. وأغلقت السلطات الصينية الحدود البرية مع روسيا، في 8 أبريل الماضي، ولكن الوقت قد يكون متأخرا قليلا، مع ارتفاع الحالات المصابة في هاربين، التي تهدد بأن تكون "ووهان الجديدة".

قد يهمك ايضا:

وزير الصحة البريطاني يعلن أن تجربة المصل المضاد لفيروس كورونا على البشر ستبدأ الخميس المقبل

ولاية نيويورك الأميركية تسجل 481 وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة