هل تتذكر آخر مرة خضعت فيها لفحوص التصوير المقطعي المحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير بالأشعة السينية؟ تخيل لو أن الطبيب قال لك إن نتائج الفحوص تُظهر أن رئتيك متخمتان بالبلاغم، أو شرايينك مثقلة بالصُفيحات، أو أحد عظامك مكسور! حسناً، هذه مجرد فرضيات، لكن ربما يجب عليك أن تنتبه إلى ما لم يخبرك به الطبيب: "أنظر بضع سنتيمترات إلى يسار المريء. هل ترى تلك البقعة الحمراء التي تبدو على شكل قبضة يد؟ إنها مقدار غضبك، وتضخمه يمثل مدى خطورته على صحتك. فمن أغضبك هذا اليوم؟" نعم، إن مختلف المشاعر التي تعترينا تجد لها أصداء مباشرة في أعضائنا ووظائف بدننا، ويخطئ تماماً من يعتقد أن صحتنا النفسية منفصلة عن صحتنا البدنية، فهما متلازمتان إلى أبعد مدى يمكن تصوره. قد تكون مشاعرنا غير مرئية وغير قابلة للرصد من قبل أكثر أجهزة الكشف الطبي تطوراً وتقدماً، لكنها تؤثر في الواقع على صحتنا بالقدر نفسه الذي تتأثر به أعضاؤنا الأخرى المكونة من لحم ودم. تقول الدكتورة كارين لاوسن، أستاذة مساعدة في قسم الطب الأسري والصحة المجتمعية بجامعة مينيسوتا، “المشاعر بيولوجية أيضاً وليست نفسية فقط”. وتضيف “الفكرة السائدة بأن أبداننا منفصلة عن مشاعرنا هي فكرة مغلوطة وتصور خاطئ تماماً”.. ولذلك فإن أي شعور سلبي قد يليه ألم أو اعتلال. فالغضب قد تعقبه آلام ظهر، والملل قد يترتب عنه ارتفاع في ضغط الدم، والغضب قد يتسبب في الخرف المبكر، والتوتر قد يولد مغص المعدة