الرياض - السعودية اليوم
فاضت ندوة "عبدالله الزيد.. باقٍ فينا)، التي نظمتها جمعية "إعلاميون" تأبيناً للإعلامي والأديب الراحل عبدالله بن عبدالرحمن الزيد-رحمه الله-، مساء الاثنين الماضي في قاعة الفعاليات في مقر الجمعية على طريق الملك سلمان بحي الملقا في الرياض، في ليلة وفاء بمشاعر زملائه ومحبيه.
حيث وصف متحدثو الندوة التي شارك فيها كلٌ من: مدير التحرير للشؤون الثقافية بجريدة الجزيرة الدكتور إبراهيم التركي، والشاعر محمد بن جبر الحربي، والمستشار الإعلامي محمد الخنيني، وأدارها نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "إعلاميون" المتحدث الرسمي للجمعية عبدالعزيز العيد، الأديب والإعلامي الراحل بالظاهرة الوطنية الأصيلة التي رحلت عنا وتأثرت برحليها أدبيات الأدب والشعر السعودي معاً.وافتتح رئيس مجلس إدارة جمعية "إعلاميون" سعود بن فالح الغربي، بكلمة ترحيبية، أكد فيها أن الجمعية ماضية في مثل هذه الندوات والوفاء لرموز الإعلام الراحلين، وأن الندوة تنطلق من أهداف الجمعية الإعلامية والمهنية وتفعيل دورها ومشاركتها في خدمة الإعلامي السعودي ومنسوبيه.
من جانبه، أكد الدكتور إبراهيم التركي أن نتاج الراحل عبدالله الزيد يجب أن يدرس من حيث الشعر والأدب حيث كان الراحل يتميز بالإصالة والحفاظ على التراث وفي الوقت نفسه فإنه تميز بالحداثة في شعره، لذلك وجب علينا القراءة التأصيلية عن هذا الرمز الذي تجاذبه في مسيرته الأدبية إطار الهوية والتي تأثرت بالموروث وكأنه شخص لم يغادر قريته وكيف أنه تمكن من الحفاظ على هويته في زمن المعلومات.وأردف "التركي": أن عبدالله الزيد صاحب قرار ويتخذ قراره بعد مشاورة نفسه دون الاعتبار للواقع وينطلق من ذلك من قناعاته الشخصية دون اهتمام، كما أنه خلال تقديمه لنشرة الأخبار فإنه يقدمها بحسب قناعاته.
من جانبه، قال الأديب محمد جبر الحربي: يلفت أعيننا وعقولنا وقلوبنا رحيل الشاعر المبدع والمثقف المختلف والمذيع المميز عبدالله بن عبدالرحمن الزيد إلى ظاهرة سلبية خطيرة وهي ظاهرة التجاهل والإهمال واللا مبالاة، التي تحيط بالمبدع والشاعر السعودي في حياته يموت وحيداً، معزولاً هده التعب والمرض والفقر، وقد كان طوال حياته شعلة نشاط وعطاء للوطن ومصدرًا للإلهام والإبداع، ولكن ظل كذلك بعيداً عن أعين ورعاية الجهات المعنية في الدولة وهي كثيرة وعلى رأسها وزارة الإعلام ووزارة الثقافة، هذا التيه والتخبط بينهما وهذا الانشغال بكل شيء إلا بعمود الثقافة ومحركها ألا هو المبدع.
وأضاف "الحربي": ترتكز فكرة الرؤية 2030 على القوة الناعمة والتي تضم تحت جناحيها الثقافة والآداب والفنون والسياحة والتراث الحضاري، وعمود هذه القوة هو المبدع.إن تكريم المبدع بعد وفاته – هذا إذا ما حصل - وهو لم يكرم في حياته، ولم يحصل على العناية به، ولا العناية بإبداعه ونشره وتوصيله إلى العالم، ليرسم صورة بهية للمملكة العربية السعودية، دليل على خيبة وإفلاس وسوء إدارة وسوء تقدير وجهل بسر عظمة الدول وشعوبها.
وقال المستشار الإعلامي محمد الخنيني: أول يوم لي في العمل الإذاعي حرصت على أن أتعرف بالراحل عبدالله الزيد، ومنذ ذلك اليوم امتدت علاقتنا طوال 30 عاماً، كان عبدالله الزيد يحرص على العمل والحضور مبكراً ومتابعة جميع التقارير والحديث مع الزملاء وكذلك يراجع التقارير والحوارات بشكل يومي.
وأضاف: "من صفات "الزيد" أنه لا يغضب وإن غضب فإنه لا يصدر منه كلام جارح أو كلام نابئ، كما أنه يحرص خلال العمل الإذاعي على الحقوق الفكرية، كما تميز ببصمة خاصة به خلال تقديم الإذاعة، وهذه من الأمور النادرة التي تجدها في العمل الإذاعي هذه الأيام".
ويروي "الخنيني"، أن الراحل عبدالله الزيد ذهب به إلى مكتب وزير الإعلام في ذلك الوقت الدكتور عبدالعزيز خوجة وقال له أمامي: إن هذا زميلي محمد الخنيني، وهو مثلي مجمد وظيفياً، وأن خوجة خلال فترة عمله في الوزارة لاحظ أن الزيد مجمد وظيفياً لذلك أصدر قراراً بترقيته للمرتبة الحادية عشرة بالوزارة.وتابع: الزيد كان يلقي أجمل العبارات على الزملاء خلال حديثه معهم، وكان رحمه الله لا يسيئ إلى أحد وأنه إذا كان في مكان مشحون فإنه يغادره على الفور ولا تصدر منه أي كلمة مسيئة وأقصى ما يقول بعض الكلمات، مثل "كارثة" وغيرها من الكلمات التي كان يعبر فيها عن غضبه.
وفي ختام ندوة "عبدالله الزيد.. باقٍ فينا"، كرمت جمعية "إعلاميون" الزملاء المتحدثين فيها، وهم كلٌ من: مدير التحرير للشؤون الثقافية بجريدة الجزيرة الدكتور إبراهيم التركي، الشاعر محمد بن جبر الحربي، المستشار الإعلامي محمد الخنيني، كما تم تكريم عائلة الفقيد الزميل الإعلامي والأديب الراحل عبدالله بن عبدالرحمن الزيد -رحمه الله- والتي تسلمها الزميلان وكيل وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة سابقًا عضو جمعية "إعلاميون" إبراهيم الصقعوب، ومدير عام إذاعة الرياض سابقًا عبدالمحسن الحارثي، حيث سلم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "إعلاميون" المتحدث الرسمي للجمعية عبدالعزيز العيد، الدروع التكريمية للمكرمين.
قد يهمك ايضا: