الرياض - السعودية اليوم
تعد رائدة استشاريي علم الأجنة وأطفال الأنابيب في المملكة العربية السعودية الدكتورة هويدا عبدالمنعم إبراهيم هاشم، أول عالمة أجنة في منطقة الشرق الأوسط، ساهمت في إنشاء قرابة أحد عشر مركزاً لأطفال الأنابيب في السعودية، وإنشاء سبع وحدات لعلاج العقم وأطفال الأنابيب في خارجها.
رحلة كفاح
بدأت رحلة الكفاح المثيرة في عام 1990م عندما كانت الدكتورة هويدا تعمل في مستشفى الملك فهد العام، وكان مديرها آنذاك استشارياً في النساء والولادة وقد لاحظ شغفاً كبيراً ونبوغاً لافتاً لديها جعله ينصحها بالتوجه إلى إنجلترا ودراسة تخصص الـIVF في وقت لم يكن هذا التخصص الدقيق معروفاً.
ولحسن حظها، كان للدكتورة هويدا أخ هو البروفيسور إبراهيم يعمل في ليفربول وكان وقتها في زيارة للمملكة العربية السعودية؛ حيث التقاه مدير المستشفى وتحدث إليه بشأن الدكتورة هويدا ودراستها للتخصص الجديد، وبالفعل التحقت بمركز كان يسمى وقتها (GIFT Unit) وهو الآن مستشفى كبير يسمى (Women’s Hospital).
حالة فريدة
عادت الدكتورة إلى مدينة جدة لتعمل في مركز جدة-سيدني لأطفال الأنابيب (Jeddah Sydney IVF Center) بمستشفى باقدو والدكتور عرفان، لتصبح أول أخصائية وعالمة أجنة في الشرق الأوسط، وكان للمركز تعاون مع مركز سيدني بأستراليا (لذلك سمي بهذا الاسم)، وعملت هناك لمدة ثلاث سنوات؛ حيث صقلت خبرتها بشكل كبير، وكانت ضمن فريق عمل نجاح حالة فريدة من عقم الرجال أسفرت عن حمل لتوأم لزوجين، وتعود تفاصيل الحالة إلى أن الزوج كان يعاني حالة نادرة لعقم الرجال، واهتم الإعلام كثيرا بها حيث كانت أول حالة من نوعها في الشرق الأوسط.
أول سفيرة
انتقلت بعدها إلى مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني منذ عام 1994م؛ حيث أنشأت وحدة تأخر الإنجاب في المستشفى وترأست مختبرها، واستمرت بالعمل هناك لمدة 15 عاماً وانتخبت أول سفيرة في جمعية الشرق الأوسط للخصوبة لأخصائيي علم الأجنة في السعودية.
أوراق علمية
وللدكتورة هويدا أكثر من 30 ورقة علمية مثلت بها المملكة العربية السعودية في محافل دولية عديدة في أمريكا وكندا وأوروبا والدول العربية والخليجية، وحاضرت في عديد من جمعيات أطفال الأنابيب، هي عضو للجمعية الأمريكية والأوروبية للخصوبة وعلم الأجنة.
عمل دبلوماسي
بعد الرحلة المميزة في الحرس الوطني، انتقلت إلى الملحقية الصحية في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، وعملت هنالك لمدة ثماني سنوات، فكرت خلالها في إصدار مجلة علمية عن مجال تخصصها (أطفال الأنابيب والحقن المجهري) بغرض تثقيف وزيادة وعي الناس عن هذا المجال؛ حيث جاءتها الفكرة أصلاً من مجلة أمريكية مشابهة والتقت مؤسستها وهي استشارية نساء وتوليد وزوجها كان يعمل في مجال تقنية المعلومات (Information Technology)، واستمرت الفكرة ودراسة الجدوى والإحصاءات اللازمة لمدة ست سنوات بعدها وفي عام 2017م أبصرت المجلة النور.
بعد عودتها من أمريكا التحقت بمستشفى المملكة بالرياض، وأنشأت مركز تقنية الإنجاب، قبل أن تعود إلى مستشفى باقدو والدكتور عرفان في جدة مرة أخرى لتشغل حالياً منصب نائب رئيس مركز جدة للخصوبة وتقنيات الإنجاب ورئيس مختبر أطفال الأنابيب والحقن المجهري، أيضاً عملت كبروفيسور مساعد في كلية العلوم الطبية التطبيقية وأنشأت مركزاً لعلاج تأخر الإنجاب والحقن المجهري بمركز الملك فهد للبحوث التابع لجامعة الملك عبدالعزيز، كل هذه المسيرة الحافلة جعلتها تكون اليوم مرجعاً في مجال أطفال الأنابيب والحقن المجهري.
المؤهلات العلمية:
حصلت الدكتورة على درجة الدكتوراه من إنجلترا ودرجتين للماجستير من إنجلترا ومن إيطاليا.
الجانب الآخر
رغم الزخم الطبي الكبير الذي تعيشه بين الأبحاث والمستشفيات ومختبرات أطفال الأنابيب والمحاضرات العلمية والتدريب المستمر، لم تهمل الدكتورة هويدا هواياتها المحببة فهي تمارس الرسم ولها خمسة معارض بالرياض وجدة ومعرضان بالقاهرة والإسكندرية، وهي عضو جمعية فيينا الفنية وعضو جمعية الفنانين العرب ومقرها القاهرة.
إلى جانب ذلك فهي كاتبة من طراز فريد وصحفية مميزة، حيث أصدرت كتاباً عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز باللغة الإنجليزية تم تسجيله في مكتبة الكونجرس الأمريكية، وهي مؤسس ورئيس تحرير مجلة الخصوبة (Fertility Choice Magazine)، كما كانت رئيسة تحرير للنشرة الشهرية الصادرة عن الملحقية الصحية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية، ومراجعة تدقيق للأوراق العلمية المقدمة لمجلة جمعية الشرق الأوسط للخصوبة.
قد يهمك ايضا :
خادم الحرمين يجري اتصالاً هاتفياً بملك مملكة البحرين
خادم الحرمين الشريفين يُهنئ جون بومبي بمناسبة إعادة انتخابه رئيسًا لتنزانيا