الرياض - السعودية اليوم
قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم -في خطبة الجمعة-: عباد الله: يتفق ذوو العلم والعقل أن الجماعة رحمة والفرقة عذاب، وأن الخلطة خير من العزلة، وأن الشذوذ عن المجموع نشوز وإعراض.
هذا هو منطق ذوي العلم والحجى، وهو الذي به عمارة الأرض على ما يحبه الله ويرضاه لعباده "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا".
وأضاف أن الله جل شأنه بعث الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة كما قال في محكم كتابه: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، مبيناً أن المجتمعات الواعية هي تلكم التي تجعل من ضرورياتها حفظ منظومتها بتأليف مجموعها وضم بعضه إلى بعض، وحماية تلك المنظومة من انفراط جمعها أو نقض غزلها أو فتق خرزها، واعتبار كل انفراد خارج عن سبيل مجموعها شذوذاً ونشازاً، فإن الشذوذ عباد الله: هو الانفراد والمفارقة عن السواد الأعظم باعتقاد أو فكر أو قول أو فعل أو هيئة مخالفة للحق تارة أو الجماعة تارة أخرى أو الأخلاق تارة ثالثة.
وأكد على أن الشذوذ شر كله، وهو ميل عن الفطرة وصدود عن العلم واستغناء عن الجماعة، الشذوذ عن السبيل غفلة تورث انحرافاً يؤزه غرور وبطر وغمط في آن واحد، وسبيل الجماعة ليس تبعية مقيتة ولا صاحبها إمعة ممقوتاً، بل إن لزومها وترك الشذوذ عنها هو عين العقل وعين الحكمة وعين العلم وعين السلامة.
وذكر أنه إذا كان الشذوذ المذموم هو النشوز والانفراد عن السواد الأعظم الذي تدثر بالحق في مجموعه وهذا هو الغالب في كل عصر ومصر، إلاّ أن القاعدة قد تتخلف في نطاق ضيق نادر حال حصوله آخر الزمان، فإن الانفراد يكون حينئذ محموداً كما دلت على ذلك نصوص السنة النبوية، فإن المرء قد يكون على الهدى والحق إبان كثرة سالكي ضدَّه، ففي مثل ذلكم يحمد الشذوذ بمعنى مخالفتهم والانفراد عنهم واعتزالهم كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن" رواه البخاري.
قد يهمك ايضا: