تونس - حياة الغانمي
انتشار ظاهرة المخدرات في تونس،أمر بات مفروغ منه وبات معروف ومعلوم للجميع،حيث أن عددًا كبيرًا من شباب تونس أدمن على هذه الآفة وعشقها فأضرَّ نفسه والمحيطين به. لكن أن تتحول البلاد من مرحلة الاستهلاك والترويج إلى مرحلة الإنتاج ...هذا هو المثير للفزع حقا...فمؤخرا أعلنت السلطات الأمنية وفي عدة مرات عن ضبط كميات من بذور "الماريغوانا"التي تصنف ضمن النباتات المخدرة وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للتعبير عن الخوف والرعب من ان تصبح تونس من البلدان المنتجة للآفة الخطيرة......
وقد أكدت مصادر أمنية أن وحدة من الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات التابعة للحرس الوطني، تمكنت من حجز 13.5 كيلوغراما من بذور نبتة مُخدر "الماريغوانا" التي تنتشر في الكثير من دول العالم، ويختلف اسمها من دولة إلى أخرى، حيث تُعرف في تونس باسم " الزطلة"، وفي مصر باسم "بانغو"، وفي لبنان وبقية دول منطقة الشرق الأوسط تُعرف باسم"الحشيش"، وفي الدول الغربية بـ"الماريوانا" أو"الماريغوانا".
وقد تم ضبط هذه الكمية من بذور هذه النبتة المُخدرة لدى ثلاثة أشخاص كانوا يعرضونها للبيع بسوق "المنصف باي". وقبل ذلك أعلنت السلطات الأمنية عن حجز 370 نبتة من هذا المُخدر إثر مداهمة فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس لمزرعة في جهة "منزل تميم" من ولاية نابل.وقد اعترف صاحب المزرعة بأنه قام بتأجير مساحة قدرها 400 متر مربع لشخص زرع فيها هذه النبتة المخدرة.وقبل ذلك ضبطت الأجهزة الأمنية شخصا بحوزته علبتان تحتويان على نحو كيلوغرام من بذور هذه النبتة المُخدرة، بالإضافة إلى العثور داخل حديقة منزله على 14 مزهرية تحتوي كل واحدة منها على نبتة "الماريغوانا".
وأثار تتالي مثل هذه العمليات الأمنية استنفار الأجهزة الأمنية التي كثفت من مداهماتها للمزارع والحقول التي يُشتبه بأنها تحتوي على هذه النبتة، وكذلك أيضا قلق الأوساط الاجتماعية التي باتت تخشى استفحال هذه الظاهرة بشكل يصعب السيطرة عليه، ما يُحول تونس إلى دولة منتجة لهذه المادة المُخدرة.
وفي السياق نفسه، وفي إطار موضوع المخدرات والإدمان في تونس،لا بد من الإشارة إلى انه تم تسجيل 25 ألف موقوف اليوم في السجون(محكوم)، و ما لا يقل عن 8 آلاف موقوف في قضايا تتعلق بالمخدرات استهلاكا وترويجا، كما أنه يوجد 9 من بين 10 موقوفين في قضايا المخدرات أوقفوا في قضايا استهلاك أغلبها تتعلق باستهلاك "الزطلة". وقد أثبتت دراسات وإحصائيات أن 50 بالمائة من تلاميذ تونس استهلكوا مواد مخدرة ممّا يعني أن 50 تلميذا من أصل 100 تلميذ يتعاطون مخدر "الزطلة" والكحول داخل المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية والظاهرة في ارتفاع. وتنقسم نسبة المتعاطين للمخدرات داخل المؤسسات التربوية إلى 60 بالمائة من الذكور و40 بالمائة من الإناث.
وبينت دراسة أصدرتها خلية علوم الإجرام بمركز الدراسات التشريعية والقضائية أن "نسبة المتعاطين للمخدرات بمختلف أنواعها لدى المراهقين والشباب قدرت ب57 بالمائة من بين الفئات العمرية 13 و18 سنة بينما تقل نسبة التعاطي تدريجيا بين الفئات الأكبر سنا حيث تعد 36,2 بالمائة بين 18 و25 سنة لتنخفض إلى 4,7 % بين الفئة ما بين سن 25 و35 سنة، في حين لا تتجاوز نسبة المتعاطين بين الفئة المتراوحة بين 35 و50 سنة نسبة 2 بالمائة. وقد أشارت الدراسات إلى أن مادة الحشيش والتي تسمى في تونس "الزطلة" هي أكثر المواد المخدرة إستهلاكا في تونس بنسبة 92 بالمائة ، ثم المواد المستنشقة، ثم الكوكايين، فالهيرويين، لتأتي "المواد الطيارة" على رأي الشباب (البنزين والكولا) في المرتبة الأخيرة.
كما أكدت دراسات أخيرة، أجريت في تونس (مارس 2015)، أن واحدا من بين أربعة تونسيين يتعاطون المخدرات بكافة أنواعها، وأن ثلثهم من الإناث. كما تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن ما لا يقل عن 200 ألف تونسي يستهلكون "الزطلة"، وتبقى جل هذه الأرقام غير مطابقة للوضعية الحقيقية لاستهلاك هذا المخدر في تونس، خاصة بعد أن تفاقم معدل الاستهلاك في السنوات الأخيرة، وأصبح العديد من المستهلكين يزرعون نبتة القنب الهندي في منازلهم من أجل الاستهلاك الشخصي.كما يوجد اليوم في تونس حوالي 20 ألف مدمن على الحقن المخدرة وحوالي 350 ألف يتعاطون الأقراص المخدرة.