لندن ـ ماريا طبراني
يبدو الاستحمام في النبيذ الأحمر شيئًا غريبًا، ولكن في صناعة مستحضرات التجميل، منذ 20 عامًا، تبيّن أنَّ مادة الـ"بوليفينول" من المواد المضادة للأكسدة، والتي يتم إنشاؤها في عملية صناعة النبيذ، هي أكثر عشر مرات فاعلية في منع التجاعيد من فيتامين "أي".
ويحتوي النبيذ الأحمر أيضًا على مادة الـ"ريسفيراترول"، والتي يعتقد أن لها فوائد صحية على المدى الطويل، مثل تأثيرات مضادة للالتهابات والسرطان، وهناك نظيرية خلف تلك المادة، وهي "المفارقة الفرنسية"، حيث انخفض معدل الإصابة بأمراض القلب في فرنسا، على الرغم من أنَّ النظام الغذائي في البلاد غني، كما أنه يستخدم في كعنصر في الكريمات المضادة للشيخوخة.
وأصبحت المنتجات الصحية البريطانية أكثر ازدحامًا بتلك المواد، إذ يأخذ معالجوا الجمال نقطة العنب أو اللب من بقايا صنع النبيذ، ويدلكون بها الجسم، لتعطي نتائجًا ممتازة في التقشير.
وتقدّم العلامة التجارية الرائدة "كودال" في المنتجعات الفاخرة، في بوردو ونيويورك وتورونتو، العلاجات القائمة على النبيذ، والتي لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك الغطس في حمامات كاملة من الخمر.
ويعتقد بعض كبار الرياضيين أنَّ فوائد الحمام الساخن مع النبيذ الأحمر كبيرة، حيث نشر أحد نجوم كرة السلة الأميركية، صورة شخصية له وهو يستحم في الخمر الأحمر، وأكّد أنه يحسن الدورة الدموية.
ورأى المستشار البريطاني جراح الأوعية الدموية البروفيسور مارك وايتلي، أنَّ "كل تلك الأفكار سخيفة"، مبيّنًا أنه "لا توجد وسيلة منطقية للاستفادة من النبيذ الأحمر عبر الاستحمام فيه، فالحمامات الساخنة توسع الأوعية الدموية في الجلد وتمددها لمحاولة تخليص الجسم من الحرارة، والذي بدورة يجعل القلب ينبض أسرع، كما يحتاج لمزيد من الدم في الأوردة، قد يكون هذا مفيدًا، ولكن إضافة النبيذ؟؟، إنه أمر غريب".
وأضاف "نعم تظهر الأبحاث أنَّ النبيذ الأحمر يزيد من الدهون الجيدة، وهذا يزيل الدهون السيئة البروتين الدهني منخفض الكثافة من الأوعية الدموية، ولكن هذا التأثير عبر الشرب وليس الاستحمام، لا يمكنك شربه من خلال جلدك، ومع ذلك لو استلقيت في حمام نبيذ لن تتأثر فقط بشرتك، قد يتم تسريب السائل عبر الأغشية المخاطية الحساسة، ودخول الكحول إلى مجرى الدم، ومن الأفضل أن لا تفعل ذلك، لأنه غير موصى به".
عند الاستلقاء في حمام النبيذ، فأنت بحاجة إلى عدد ضخم من الزجاجات نحو 100 زجاجة، حيث يبدو حوض الاستحمام وكأنه مسرح دم.
وأبرز أستاذ الأمراض الجلدية الدكتور سام بونتج أنه "لا يوجد تداول لخلايا البشرة الخارجية، فقط في الأدمة، ولكن الأنسجة التي تعيش تحت البشرة، لو وصل النبيذ إليها عبر تلك الأدمة ستكون ورطة".
وأشار إلى أنه "من الممكن الوصول إلى حالة السكر بسبب المواد الهلامية على الكحول، وإذا كان الجلد يسهل اختراقه بما يكفي سيسمح للسائل بالوصول إلى البشرة وكل مكان حتى تنتفخ"، موضحًا أنَّ "تحسين الدورة الدموية يكون عبر التدليك ودرجة الحرارة، لأن كلاهما يؤثر على تدفق الدم عبر الجلد، لذلك أتصور أن التدفئة طريقة أكثر عملية وحقيقة من النبيذ".
وأردف "نحن نتجنب وضع الكحول في منتجات العناية بالبشرة الخاصة بنا، بسبب ميلها إلى تجفيف الجلد، وحقًا لا أستطيع الدعوة إلى الاستلقاء في حمام النبيذ".