دمشق ـ جورج الشامي
تعرضت أكثر من 6000 امرأة سورية للاغتصاب، منذ بداية الثورة عام 2011، حسب أرقام صادرة عن الشبكة الأوروبية -المتوسطية لحقوق الإنسان، وهو ما استطاعت المنظمة توثيقه، بناء على تصريحات من نساء تعرضن للاغتصاب، أي دون النساء اللواتي تكتمن على جرحهن.
وعاشت أسرة من أريحا، في ريف إدلب، منذ الثلاثاء الماضي، كانت تبحث عن ابنتها إثر اختفائها، ثلاثة أيام بلياليها، في
حال رعب، حتى بدأ الناس يتناقلون قصة عن إحدى المريضات في مشفى المدينة، نقلاً عن أحد الأطباء هناك.
ووصلت كل التفاصيل إلى مسمع الأسرة، السبت الماضي، التي فقدت ابنتها، حيث تأكّدوا أنها كانت معتقلة لدى حاجز تابع لقوات الحكومة، أثناء مرورها منه، حيث استوقفها ضابط هناك وأدخلها إلى مكان إقامته، بعدما تعرضت للضرب المبرح من الجنود، الذين كبلوها ورموها معصوبة العينين، قرب سرير قائدهم.
ونقلت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقربين من السيدة، كانوا في زيارتها، أنّ "الضابط بدأ التحقيق معها بتهمة تعاملها مع الثوار ونقلها معلومات لمطلوبين من طرف الحكومة، وأخبرتهم الضحية، أنَّ الضابط رماها على السرير، وراح يهدّدها بالاغتصاب إن لم تعترف، وفي كل مرة ترجوه ألا يمسها بأذى، وتقسم له بكل الأيمان أن لا علم لها بشأن ما يسألها عنه، وأنها مجرد ربة منزل، لا تخرج إلا في حاجة أو مناسبة، لكن الضابط أصر على عناده، وفجأة هجم كوحش هائج يمزق ثيابها قطعة بعد أخرى بشكل وحشي، وما إن انتهى من جريمته حتى استدعى جنوده على الحاجز، وطلب منهم ممارسة الفعل نفسه، فغدت السيدة جسداً منهكاً، لا حول ولا قوة".
وأضافوا نقلاً عن السيدة "مع الساعات الأولى للصباح، شعرت بأن أبواب جهنم فتحت عليها، فانتفضت صارخة من ألم بسبب حرق بالنار، طال أماكن عفتها، لتغيب عن الوعي، تماماً، حيث تخلص الضابط بعد ذلك منها برميها في مكان قريب من عبور الناس، لتجد نفسها بعد أيام في مشفى المدينة، في حال يرثى لها، تعاني من آلام جسدية ونفسية مزرية".
جرائم النظام ضد المرأة السورية، قتلاً واعتقالاً واغتصاباً أصبحت أكثر من أن تجمع في تقرير أو قصة إخبارية.