أبوظبي ـ العرب اليوم
حققت المرأة الإماراتية سلسلة إنجازات ومكاسب متتالية عبر بوابة المجلس الوطني الاتحادي، فأصبحت أول خليجية تدخل البرلمان عبر صناديق الاقتراع وذلك عام 2006، ليس هذا فحسب؛ بل صارت الإماراتية أول امرأة تتولى رئاسة البرلمان بالعالم العربي في 2015، بوصول الدكتورة أمل القبيسي إلى هذا الموقع، فضلا عن سبق عالمي في تمكينهن ومنحهن نصف المقاعد عام 2019. وتحل، اليوم الأربعاء، الذكرى 48 لتأسيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي في 12 فبراير/شباط 1972، بعد فترة وجيزة من انطلاق مسيرة الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971.
برنامج التمكين
في خطابه بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للاتحاد، أطلق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2005 برنامج "التمكين" ليكون نقلة نوعية في مسيرة المجلس الوطني الاتحادي. واستهدف البرنامج تفعيل دور المجلس وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للمؤسسة التنفيذية ويكون أكثر قدرة وفاعلية والتصاقا بقضايا الوطن وهموم المواطنين تترسخ من خلاله قيم المشاركة ونهج الشورى من خلال مسار متدرج منتظم. وتضمن "تمكين المجلس الوطني الاتحادي" عددا من المرتكزات من ضمنها تعزيز مشاركة المرأة عضوة وناخبة، وتنظيم انتخابات لعضوية المجلس. وفي إطار تفعيل برنامج التمكين، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة 4 دورات انتخابية؛ حققت المرأة فيها جميعا إنجازات متتالية.
أول برلمانية بالانتخابات
في أول تجربة انتخابية برلمانية التي عقدت في ديسمبر/كانون الأول عام 2006، حققت الدكتورة أمل القبيسي أول فوز نسائي في الانتخابات، في إنجاز تاريخي للإماراتيات داخل المجتمع الذي يحترم كفاءتها وعطاءها، لتكون أول إماراتية وخليجية تصل البرلمان عبر صناديق الاقتراع. وجسدت الخطوة الدعم الذي تقدمه القيادة ومجتمع الإمارات لمشاركة المرأة في الحياة السياسية والعمل البرلماني، حيث تضمن مرسوم رئيس دولة الإمارات رقم 6 لسنة 2007 بتشكيل المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي الرابع عشر 9 سيدات واحدة منهن فازت في الانتخابات التي جرت عام 2006 (الدكتورة أمل القبيسي).
وفي التجربة الانتخابية الأولى التي شهدتها الإمارات لتشكل نسبة النساء في المجلس الوطني 22.2%، مما وضعها آنذاك في المركز الثاني على مستوى العالم من حيث تمثيل المرأة بعد ألمانيا. حينها قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطاب افتتاح الدور الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر في 12 فبراير/شباط 2007: "إن ما يميز مجلسكم اليوم هو الوجود القوي للمرأة، الأمر الذي يعكس الثقة اللامحدودة بقدراتها، ودورها ومساهماتها الفاعلة في دفع مسيرة العمل الوطني نحو آفاق أرحب، وممارسة العمل التنفيذي والتشريعي بكل اقتدار". كما تضمن تشكيل المجلس في فصله التشريعي الخامس عشر الذي بدأ بتاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، 7 عضوات واحدة منهن فازت بالانتخاب، وحصلت المرأة على منصب النائب الأول لرئيس المجلس.
أول عربية تترأس برلمانا
وفي الدورة الانتخابية الثالثة 2015، حققت الإمارات سبقا عربيا وإقليميا بانتخاب الدكتورة أمل القبيسي رئيسا للمجلس الوطني الاتحادي يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، لتصبح أول سيدة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى الخليجي والعربي ومنطقة الشرق الأوسط، كتأكيد لمضي برنامج التمكين وفق خطى مدروسة بعناية. ورفعت القبيسي خلال تسلمها رئاسة المجلس التحية لرئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وبينت أن انتخابها "شهادة لدولة الإمارات وموقفها من تطوير عملها السياسي وتمكين جميع فئات مجتمعها، وتأكيد على أن برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه رئيس الدولة يؤتي ثماره ويرسخ أسس تمكين جميع فئات المجتمع ويرسخ مشاركتها في اتخاذ القرار السياسي".
وبعد نحو 3 سنوات من انتخاب القبيسي كرئيسة للمجلس الوطني الاتحادي، فتحت الإمارات الباب واسعاً أمام العربيات لاتخاذ خطوات مماثلة ففازت فوزية زينل في 12 ديسمبر/كانون الأول 2018، بمنصب رئيس مجلس النواب في البحرين، لتكون أول امرأة في تاريخ المملكة وثاني خليجية وعربية تتولى هذا المنصب بعد الدكتورة أمل القبيسي.
سبق عالمي
شهدت الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019 مرحلة مهمة وتاريخية في مسيرة التمكين بتطبيق قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس إلى 50%. وبالفعل ضم المجلس وللمرة الأولى في تاريخه نصف الأعضاء من النساء، ليتحقق بذلك التمكين الكامل للمرأة الإماراتية، وتتعزز مكانة الدولة في مقدمة الدول من حيث تمثيل المرأة برلمانياً. وحققت المرأة الإماراتية بهذا القرار التاريخي سبقا جديدا على المستويين الإقليمي والعالمي، بحصولها على نصف مقاعد المجلس، فيما تعد هذه أعلى نسبة عالميا لتمثيل المرأة في البرلمان. ويعزز هذا الأمر دور المرأة في السلطة التشريعية، ويحقق مرحلة جديدة في برنامج التمكين السياسي الهادف إلى تعزيز المشاركة السياسية لشعب الإمارات في عملية صنع القرار.
قد يهمك ايضـــًا :