بيروت - رياض شومان
شهد لبنان السبت، تسجيل أول ظاهرة في تاريخه يمكن أن تؤشر الى مستقبل واعد لا يكون فيه يوماً ما أثر للطائفية، على الأقل في قيد النفوس وليس في داخل النفوس.
فقد نشر المواطنان اللبنانيان نضال درويش وخلود سكرية صورة عن إخراج قيد طفلهما المولود حديثاً "غدي" عبر موقع "فايسبوك"، وبدت خانة القيد الطائفي مشطوبة.
وقد أثار هذا الحدث الاول من نوعه بعض تعليقات
الناشطين الذين تناقلوا الصورة ان غدي هو "اول مولود لبناني بلا مذهب"، الامر الذي اعتبروه "انجازاً تاريخياً".
وكان الزوجان نجحا في اتمام عقد وتسجيل اول زواج مدني في لبنان. وقبل زواجهما، عمد درويش وسكرية الى شطب مذهبهما عن اخراج القيد، ووافقت وزارة الداخلية على تسجيل زواجهما المدني بعد حصولها على اراء قانونية مؤيدة لاسيما من الهيئة العليا للاستشارات في وزارة العدل، استنادا الى القرار الساري الذي إتخذه المفوض السامي الفرنسي في لبنان في عام 1936 والذي ينظم الطوائف ويعترف بها ويعطيها الحقوق، ويعترف في الوقت نفسه بالأفراد الذين لا طوائف لهم ويعطيهم حقوقا مساوية للذين ينتمون الى طوائف، ومن الحقوق التي يمنحها امكانية الاحتكام الى قانون مدني لم يحدده، ومن هنا كان الاجتهاد بأن القانون المدني الذي تحدث عنه المفوض السامي ليس القانون المدني الذي لم يولد بعد، بل يمكنه ان يكون اي قانون مدني آخر. وقد اختار نضال وخلود القانون المدني الفرنسي ليحكم زواجهما على الاراضي اللبنانية.
ويوضح المحامي طلال الحسيني الذي اجتهد قانونيا لعقد هذا الزواج المدني، ان "مولود نضال وخلود يشطب قيده الطائفي تلقائيا تماشيا مع القيد الطائفي المشطوب لوالده".
وفي ما خص قضايا الارث، يقول ان "الشرع الاسلامي تحديداً لا يعترف بدوائر النفوس لتحديد ديانة الشخص، وتبيان اسلامه من عدمه، ومن هنا سيكون في امكان نضال وولده الوراثة وفق الشرع الاسلامي". ويحاجج البعض من قانونيين وناشطين وغيرهم في جدوى تعميم الزواج المدني بعد شطب القيد الطائفي كبديل عن اكمال معركة اقرار قانون مدني للاحوال الشخصية".
تبقى ان خطوة زواج نضال وخلود بارقة امل لجى الكثيرين من شباب لبنان الذين يرفضون التقوقع المذهبي و الطائفي و يحلمون يوما ببلد علماني في السياسة و الوظائف الرسمية، على أن يبقى الدين في القلوب والعبادة.