لندن ـ سامر شهاب
لندن ـ سامر شهاب
انتهت الحياة المهنية لمصرفية ناجحة طموحة مبكرًا بسبب عملية جراحية فاشلة بعد الولادة، وحصلت على أكثر من 1،6 مليون جنيه إسترليني بسبب الأضرار التي لحقت بها.
وأنجبت سيدة الأعمال سارة دافيسون طفلها الأول فريدي في مستشفي "بورتلاند" في لندن في كانون الأول/ ديسمبر 2008 بمساعدة بضع الفرج
، وهي شق جراحي يستخدم لتكبير فتحة المهبل لتسهيل عملية الولادة.
وبعد مرور أسبوعين فقط من الولادة، بدأت السيدة التي تبلغ من العمر 36 عامًا في مواجهة ألم شديد، وصعوبة شديدة في التحكم في أحشائها، وعدم القدرة على خنق الرياح.
وأدت العملية الى تمزق من الدرجة الثالثة ، وهو ما لم يلاحظه استشاري التوليد كريغ ليتش ، الذي فشل في اجراء فحص سليم ، وذلك وفقًا لجلسة الاستماع في المحكمة العليا في لندن.
وأكدت جاستس اندروز بعد التحقق من اصابة وجرح دافيسون ، أن ليتش قام بإجراء اصلاح غير كافٍ في المستشفي الخاص في شارع جريت بورتلاند. كما انه فشل ايضا في القيام بتسجيل واضح لما حدث.
وأوضحت "يبدو انه لم يكن هناك فحص سليم بعد الولادة ، لذلك فإن صعوبة وشدة التمزق لا تزال غير مكتشفة ، وبالتالي لم يتم اصلاح جراحي على الفور او علاج بالمضادات الحيوية".
ومنذ ذلك الحين، ظلت دافيسون ، التي كانت تعمل نائب رئيس بنك "كريديت سويس" في كناري وارف في لندن قبل ان تحصل على اجازة الامومة ، تواجه المًا نفسيًا وجسديًا، مما يعني انها لن تتمكن من العمل بعد ذلك في القطاع المالي.
وعلى الرغم من خضوعها لعملية اعادة تصليح وعلاجات اخرى، الا ان ذلك ترك لديها اعراضًا مستمرة مما سبب لها الاحراج والازعاج والضيق، وفقًا للمحكمة.
وأعلنت اندروز أن المريضة ، وهي ام لثلاثة اطفال، تكيفت بشكل جيد مع حالتها ، على الرغم من ان التجربة تؤثر سلبا على صحتها النفسية بالكامل، ولا سيما قدرتها على التعامل مع المواقف الصعبة.
وأوضحت ان دافيسون كانت امراة ذكية ومتمكنة وواضحة، حيث إنها تمكنت من الحصول على مكان مرموق في برنامج تدريب "جولد مان ساكسس" بعد تخرجها من جامعة وارويك.
وفي العام 2006، تمكنت من الوصول الى منصب نائب مدير بنك "كريدي سويس" في كناري وارف، حيث كانت تجني مرتبًا صافيًا يقدر ب10،700 شهريا قبل حصولها على اجازة الامومة.
واكدت أنها "بعد انجابها فريدي، كان لديها طموح كبير في العودة لمتابعة حياتها المهنية الناجحة للغايةط.
واعترف محامو ليتش بالمسؤولية في تموز/ يوليو هذا العام ، ووافقوا على دفع الاضرار الناتجة عن الم دافيسون ومعاناتها، وتكاليف رعايتها الطبية والجراحية والنفسية المستقبلية".
ورفضت اندروز مرافعة الدفاع بأن فشل دافيسون في العودة الى عملها لم يكن نتيجة الاصابة بالجرح، ولكن هو اختيار لنمط حياتها، بدلا من منحها 1.59 مليون جنيه إسترليني بالاضافة الى التكاليف القانونية.
وأوضحت "مواهبها الكثيرة ستذهب هباء ، كما ان مستقبلها المهني غير محدد ، واي عمل ستقوم به في المستقبل سيكون عملاً فرديًا، وسوف تجني منه اموالاً اقل".
وعلى الرغم من سعادة اندروز بأنها تمكنت من انهاء القضية، الا انها تقول انها "مخيبة للآمال بشكل كبير"، حيث إنها أُجبِرت على قضاء خمس سنوات لفهم ما حدث اثناء ولادة فريدي في المستشفي.
وأوضح شيفي ناثان، وهو خبير في القانون الطبي في اروين ميتشل ، الذي مثل دافيسون: "عانت سارة بشدة ، وادى ذلك الى تغيير حياتها نتيجة إهمال هذا الطبيب ، الذي يثير الدهشة وغير مقبول".
وأكد "اختارت سارة الذهاب الى الرعاية الخاصة لولادة ابنها اعتقادا منها انه الخيار الأكثر أمانا لها، ولكن الرعاية التي تلقتها من ليتش، لم يكن هذا أبعد عن الحقيقة".
وأكد "عواقب أفعاله هذا الطبيب ستظل مع سارة إلى الأبد، مما يعني أنها لم تعد قادرة على العمل في مهنتها التي عملت بجد فيها".
وكشف "كانت سارة على طريق نجاح أكبر، وهذا كان مجرد قطع قصيرة من تصرفات ليتش".