حنان سامي عودة

اثارت قصة حنان سامي عودة (33 عامًا) تلك الفتاة التي تركت لسنوات طويلة عارية ما بين الاغنام والدجاج  جنوب قلقيلية شمال الضفة الغربية، اهتمام وسائل الاعلام الفلسطينية الاثنين حيث نشرت قصتها على معظم المواقع الالكترونية اضافة الى وسائل الاعلام الاخرى. واوضحت مصادر محلية بان حنان فتاة معاقة عقليا وتركت من قبل ذويها في حظيرة للاغنام، خاصة وانها يتمية الام والاب ، ليكون "ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند". واعطت وسائل الاعلام الفلسطينية المطبوعة الاثنين حيزا لقصة "حنان" التي كانت تعيش في وادي الرشا جنوب قلقيلية .. ولا تقوى على الكلام أو حتى المشي، الا انها تصدر بعض "الأصوات" و"الحركات" التي تعلمتها من "الأغنام والدجاج"..نتيجة عيشها لسنوات طويلة من عمرها في حظيرة.
وبشأن الفترة الزمنية التي قضتها في الحظيرة جاءت اقوال ذويها متناقضة حول الفترة الزمنية الفعلية ، فزوجة الأب تقول إنها "تسكن هنا منذ خمسة شهور" ثم أضافت "تسكن هنا منذ وفاة والدها عام 2010".
وأرجعت زوجة أبيها سبب الروائح النتنة التي تفوح من الحظيرة، التي تجاور فيها حنان الأغنام والدجاج يفصلها عنها شبكة حديدية، إلى "حرارة فصل الصيف وأسباب تتعلق بالعناية الشخصية".
ورافق تلفزيون "وطن للأنباء" وفدًا من وزارة الشؤون الاجتماعية وممثلين عن كل من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، والإغاثة الطبية، والشرطة الفلسطينية، لزيارة حنان التي حرمت من الحنان ليفاجأ الجميع بما شاهده في الحظيرة التي تقيم بها حنان، إلى جانب مخلّفات طعام وإسفنج وعبوات بلاستيكية وغيرها..
وقام ممثل الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان سمير أبو شمس بتوثيق قضية حنان، موضحاً انه تواصل في وقت سابق مع الإغاثة الطبية والشؤون الإجتماعية حول الموضوع ذاته ، مؤكداً ان قضية حنان لا تحتمل التأخير، ويجب العمل، وبشكل سريع، على إيجاد حل ينهي معاناتها المتواصلة منذ سنوات.
وأكدت مسؤولة ملف المرأة في مديرية الشؤون الاجتماعية سهاد نوفل أن حنان تعيش ظروفًا صحية وبيئية أصعب بكثير مما تمت مشاهدته، مستدركةً "يصعب الحديث عن تلك الظروف".
وكانت نوفل حضرت إلى المكان قبل ثلاثة شهور، وتلقت وعوداً من ذويها بتحسين ظروفها المعيشية، من خلال وضعها بينهم في منزل العائلة، الذي يحتاج هو الآخر إلى ترميم، لكنهم لم ينفذوا وعودهم.
وقالت نوفل لـ"وطن للأنباء" إن "الشؤون الاجتماعية" خصصت لحنان مساعدة مالية قيمتها 1800 شيقل- حوالي ٥٠٠ دولار اميركي-، تُصرف لها كل ثلاثة شهور، وتتسلمها زوجة أبيها، مضيفةً أن الأولى "بحاجة لما هو أكثر من رعاية صحية وبيئية وحتى إنسانية".
وحول دمجها في إحدى جمعيات الرعاية، قالت نوفل: خاطبنا بعض الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بحالات الإعاقة العقلية والرعاية، إلا انها رفضت استقبالها لصعوبة حالتها، وعدم مقدرتها على التجاوب بشكل سريع وسليم، مشيرة الى أن ذوي حنان الذين فوجئوا بزيارة الوفد، قاموا سريعًا بتغطية جسدها "العاري" بملابس حتى ندخل إليها.. فحنان لا تدرك ماذا تفعل، ولا تلقى سوى القليل من الرعاية.
واضافت نوفل: نظرات الدهشة والاستغراب علت وجه حنان حين دخلنا، وصارت ترمي نحونا بعبوات المياه الفارغة، لندرك أنها عطشانة تريد ما يروي ظمأها!
وقال مدير مكتب الشؤون الاجتماعية في محافظة قلقيلية جميل أبو زيتون، إنه "فوجئ بحجم المعاناة التي تعيشها حنان، وسيعمل بشكل سريع على تحسين ظروفها"، ووعد بمخاطبة الوزارة والمحافظة وقيادة المنطقة وكافة المؤسسات المعنية من أجل ذلك، مؤكدا أن قضية حنان "ستُحل بأسرع وقت، إذ لا تنتظر أي تأخير، خاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء، وحنان تركت في العراء".
وتابع أبو زيتون: حنان مسؤوليتنا جميعًا، والتقصير يشمل الجميع وأولهم أنا شخصيًا كمدير للشؤون الإجتماعية.