ماراثون السلام في نينوى

شهدت محافظة الموصل، حدثًا جميلًا لأول مرة بعد الخلاص من الإرهاب الذي طالما كان يمنع السلام والعيش والسعادة وظهور الفتيات بلا حجاب في ماراثون السلام في نينوى، بمشاركة دولية وعربية، حديثًا.

ونظمه متطوعون موصليون، برعاية وزارة الشباب العراقية، وشركة كورك للاتصالات، وشارك به ما يقارب الـ4 آلاف متسابق وحاضر في نينوى بعد سنوات من الخوف والرعب تحت سيطرة "داعش" المندحر في العراق.

وانطلق المتسابقون في الماراثون الذي أقيم خصيصًا لنشر السلام وإعلام العالم "أن نينوى قوية وتزدهر بكل طموح وشجاعة"، من الجسر القديم الذي يعتبر واحدًا من الجسور الخمسة للموصل، مركز المحافظة، وكذلك من جهة الغابات السياحية العريقة التي حولها "داعش" في فترة تواجده إلى معسكرات تدريب ومخازن للأسلحة وسجون للمختطفات والمختطفين الايزيديين، منذ 2014، وحتى التحرير في آب الماضي.

وشارك شباب عراقيون من محافظات أخرى، انظموا للموصليين، في رسالة منهم لإعادة الحياة إلى الموصل بعد خرجوها من حرب عارمة ضد الإرهاب الذي عاث الخراب فيها ودمر ملامحها التاريخية وثيرانها المجنحة العائدة للعصر الآشوري، والتي يقدر عمر الواحد منها بنحو 7 آلاف عام. وحصد لقب الفائز في الماراثون الذي شارك به الأطفال مع الشباب الذي فقدوا أطرافهم إثر الحرب ومن الولادة، شاب من الجزائر، وهو العداء سليم البغدالي.

وقال المشارك في الماراثون، من الموصل، الشاب سعيد محمد سعيد، يبلغ من العمر 20 عاما ، قال ، في العراق، اليوم الجمعة،  "قبل أيام سجلت أسمي للمشاركة في الماراثون الذي أنطلق صباح يوم أمس الخميس، من منطقتي حي الانتصار، باتجاه الجسر العتيق ، ركضنا بكل نشاط لتقوية البدن واللياقة، وبالتأكيد لأجل السلام في مدينتنا". وأضاف سعيد وهو ناشط ورسام مع الفرق التطوعية في نينوى، خلال ساعات وصلت إلى التجمع، وكنت متشوقا بالفوز في الماراثون. وعبر سعيد، عن ما لمحه من فرح وابتسامة كلها أمل، على وجوه العائلات والشباب في أرض ملعب جامعة الموصل، لمشاهدة الماراثون، عندما وصل إلى منتصف السابق وهو يطمح بالفوز. واختتم المتسابق حديثه، مبديا فرحه عن عودة الحياة إلى مدينته الموصل، إلى ما كانت عليه قبل أن يجتاحها "داعش" في منتصف عام 2014. يُذكر أن القوات العراقية أعلنت تحرير محافظة نينوى ومركزها وقضاء تلعفر، بالكامل من سيطرة "داعش".