لندن ـ سامر شهاب قالت قارئة النشرة الإخبارية بالقناة الرابعة أن عقوبة "المهانة والإذلال على الملأ" هي أفضل وسيلة للتعامل مع هؤلاء الذين يعتنقون أفكار التمييز ضد المرأة، بداية من المنتشرين على صفحات الإنترنت وحتى معلق الـ"بي بي سي التليفزيوني جون إنفيردال".وأضافت المذيعة البريطانية أن إقالة شخص ما مثل جول إنفيردال بسبب تصريحاته التي أدلى بها على الهواء والتي ذكر فيها أن بطلة ويمبلدون الفرنسية ماريون بارتولي "لن تتمتع يوما ما بالجاذبية"، سوف يكون بمثابة قرار خاطئ.
وأوضحت نيومان في مقابلة مع صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الضرب بقوة على أيدي هؤلاء قد يترتب عليه صعوبات كبيرة كما أنه سيتحول إلى معركة بين الجنسين الأمر الذي سيأتي بنتائج سلبية.
وقالت أيضا أن رد فعل الجماهير هو أفضل عقوبة عندما يتم فضح جون إنفيردال علانية وتعريضه للخزي بسبب ما بدر منه من تصريحات.
وكانت نيومان قد تعرضت كوجه نسائي في برنامج إخباري لسيل من الإهانات على شبكة الإنترنت؛ ففي الأسبوع الماضي كتب أحدهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يقول أنه لا يشاهد نشرة الأخبار المسائية إلا إذا ظهرت المذيعة كاثي نيومان عارية الصدر وهي تقرأ النشرة، وردت عليه بقسوة هي وغيرها من أتباعها على "تويتر".
وعلى الرغم من شعورها بالإحباط لمثل تلك الإهانة إلا أنها استعادت قواها وهي ترى أفراد مثل المذيع البريطاني دي جي لورين لافيرن والكاتبة كايتلين موران وهم يردون على المنتشرين على شبكة الإنترنت والذين يهدفوا إلى زيادة معاناة المرأة.
وقالت "أنا أعتقد أن أفضل وسيلة للتعامل مع هؤلاء هو فضحهم وتعريضهم للخزي والمهانة علانية".
كما تناولت نيومان البالغة من العمر 39 عاما العديد من الحكايات المشابهة التي تصب جميعها في خانة إدانة التمييز ضد المرأة، كما أشارت إلى الرئيس التنفيذي السابق للحزب الليبرالي الديموقراطي اللورد رينارد الذي يقال إنه تحرش جنسيا بعدد من النساء.
وأضافت " على الرغم من مظاهر التمييز اليومية ضد المرأة إلا أن الأمر يمكن معالجته من خلال تغيير تلك الثقافة".
يذكر أن نيومان التي سبق وأن عملت في الفايننشيال تايمز والإندبندنت من معتنقي المبدأ الذي يحث المرأة على الدفاع عن نفسها في مكان العمل إذا ما أرادات أن تتقدم للأمام.
وتعتقد بأن المرأة تحتاج إلى من يدفعها نحو الأمام وبخاصة في العمل التي يهيمن عليها العنصر الرجالي مثل الصحافة التي يحصل فيها الأقل درجة منها على راتب أعلى بحجة أنها ليس لديها عائلة تعينها أو رهن تسدد عنه.
كما تشير إلى أن أحد النتائج المترتبة على استحياء المرأة هي أنها أقل رغبة في التقدم نحو الأمام واعترفت أنها تمارس التمييز على نحو إيجابي بغية المرأة وذلك للتصدي لتمييز الرجل، كما أثنت على تحسن مسألة التمييز بين الجنسين في الـ" بي بي سي" وتتوقع أن تشهد في حياتها أول امرأة تتولى منصب المدير العام للـ"بي بي سي".
يذكر أن نيومان لديها طفلتين إحداهما في التاسعة من عمرها والثانية في الرابعة وتعترف بأنها تفتقدهما بسبب ضغوط العمل حتى وصل الأمر بأن البنت تلجأ إلى والدها وليس والدتها إذا ما احتاجت شيئا خلال الليل.
والمعروف أن زوجها هو كاتب يمارس عمله من المنزل ، ويساعدها في رعاية الطفلتين.